الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله ورحمته للعالمين، وعلى آله وصحبه، وبعد:
بألم بالغ وقلق شديد تتابع أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي الأخبار المروعة عن معاناة أهالي (مدينة الفلوجة) في العراق من الجوع جراء الحصار المزدوج الخانق المفروض على المدينة من مسلحي تنظيم داعش، والقوات الأمنية والحشد الشعبي وذلك منذ عامين، حتى نفدت المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية من المدينة، مما جعل سكانها يواجهون الموت، ويبحثون حتى عن علف الحيوانات ليسدوا به جوعتهم، ويحافظوا على حياتهم ما أمكنهم.
إن أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي لتستنكر هذا الحصار الجائر لما يفضي إليه من هلاك الأنفس البريئة جوعاً ومرضاً، وتحمل المشاركين فيه مسؤولياتهم نتيجة ما يقترفونه بهذا الحصار الظالم، وتناشد الجميع القيام بواجبهم الإنساني في العمل على رفع الحصار عن مدينة الفلوجة، وتأمين الإغاثة الفورية لأهلها قبل أن يقضي عليهم الجوع والخوف.
وتطالب الحكومات وهيئة الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة العالمية والإسلامية والعربية ومؤسسات المجتمع المدني توحيد جهودها وتكثيفها لإنهاء هذه المعاناة الإنسانية لسكان الفلوجة من الجوع والمرض، يقول الحق سبحانه وتعالى: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا). [سورة المائدة: 32]
وتحث أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي جميع المسلمين على بذل المستطاع من أموالهم لسد جوعة إخوانهم في الفلوجة وصيانة حياتهم من الهلاك بالموت جوعاً أو مرضاً أو خوفاً، وكما جاء في التوجيه النبوي الشريف: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلِمُه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة”. [رواه البخاري: 2310]
إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي يؤكد أن محاربة الإرهاب والتصدي له لا تبرر بأي حال كان الاعتداء على حياة الأبرياء وحقوقهم الإنسانية بالتجويع ومنع الأدوية عنهم.
يقول الحق سبحانه وتعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). [سورة المائدة: 2]
اقرأ ايضا
آخر الأخبار