المدرسة الدولية للهلال يحتفي بمعالي الأمين العام ضيف شرف لحفل تخرجها ببانكوك
11 يونيو، 2023

تقديرا لإسهاماته المتميزة في مجال التربية والتعليم منذ عقود، وعرفانا بما يقوم به من جهود مقدرة لنشر منهج الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي داخل الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي وخارجها، اختار مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية للمدرسة الدولية للهلال معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، مساء يوم السبت 21 من شهر ذي القعدة لعام 1444ه‍ـ الموافق 10 من شهر يونيو لعام 2023م، ضيف شرف لحفل التخرج السنوي لهذا العام، وذلك في فندق يوشاتان الشهير بمدينة بانكوك.

هذا، وقد استهل الحفل بالنشيد الوطني التايلندي، ثم بتلاوة آي عطرة من الذكر الحكيم تلتها إحدى طالبات المدرسة. وبعدها ألقى سعادة الدكتور إبراهيم نايتي، المدير التنفيذي، كلمة ترحيبية، عبر فيها عن شكر أعضاء مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية لمعاليه على تشريفه المدرسة بتلبية دعوتهم، وعلى قبوله اختيارهم إياه ضيف شرف لهذا العام، وأردف قائلا: ” إنني أشعر اليوم بفخر عظيم، واعتزاز كبير بتشريف معاليكم مدرستنا لحضور هذا الحفل الذي نحتفل فيه معا بتخريج دفعة متميزة من الخريجين والخريجات الذين نجحوا باقتدار وتفوق في امتحانات الشهادة الثانوية العامة المعترف بها دوليا، وأشعر بامتنان خاص، ذلك لأنني أحد ثمار تربيتكم القويمة، وتعليمكم السديد عندما كنتم أستاذا ومربيا بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، لقد كنتم لي خاصة، ولكثير من أمثالي من الطلبة والطالبات الوافدين عامة، أبا كريما، وموجها حكيما، وداعما عظيما، وسندا قويا، لم تألوا جهدا في تربيتنا، وتعليمنا، وتوجيهنا، وإرشادنا.. علمتنا أنَّ الحياة كفاح، وأنَّ تحقيق الأحلام والأماني ممكن مع العزم والإرادة القوية، علمتنا أيضًا أن نجاحنا بأيدينا بعد الله تعالى إذا أخذنا بالأسباب.. علمتنا يومئذ ألا نستسلم لليأس أبدا، وألا نغتر بنجاح، بل يجب أن نثق في قدراتنا، ونستثمر إمكانياتنا لتحقيق أحلامنا في الحياة.. إنني أقول لكم، أصالة عن نفسي، ونيابة عن زملائي، شكرا لكم على تعليمكم، شكرا لكم على تربيتكم، شكرا لكم على حرصكم على نجاحنا، وأسأل الله أن يجزيكم عنا خير الجزاء، وأن يمد في عمركم وفي صحتكم..”
وبعد هذه الكلمة المؤثرة والمعبرة ألقى معاليه كلمة توجيهية بهذه المناسبة مستهلا بالشكر والثناء والامتنان للخالق البارئ، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلَّم، ثم قال: ” اسمحوا لي أن أسجلها شكرا وتقديرًا للمدرسة مجلسا، وإدارة تنفيذية، وهيئة تدريسية، وطلبة وطالبات، وأولياء أمور، وجميع منسوبي المدرسة من سائقي الباصات، والطباخين والطباخات، وعمال النظافة، والحراس، وغيرهم.. شكرا جزيلا لكم جميعا على دعوتكم وتشريفكم إياي للمشاركة في هذه المناسبة التاريخية الخالدة التي أعدُّها من أعزِّ المناسبات، وأحبِّها إلى نفسي، ذلك لأنها تعود بها إلى الذكريات الجميلة لجنبات عالَمٍ أحببته كل الحب، وما زلت أحبُّه حبًّا جمًّا، إنَّه عالمُ العلم والتعلم والتعليم، عالم المعرفة، والتربية، والتزكية.. إنني أغتنم هذه السانحة الطيبة لأهنِّئكم، أنتم، أولياء أمور هؤلاء الطلبة والطالبات الذين نحتفل بنجاحهم وتخرجهم بعد سنوات من المتابعة، والتوجيه، والإرشاد، هنيئا لكم على أعزِّ وأسمى استثمار فعلتموه، استثمارٌ كريم وعظيم في تعليم فلذات أكبادكم.. إنه استثمار مستديم في المستقبل، في المجتمع، في الأوطان، في العالم.. كما أهنئكم، أنتم، الأساتذة الأكارم الأجلاء على مثابرتكم المشهودة، وتضحيتكم الباهرة بوقتكم وبصحتكم من أجل تعليم هؤلاء النشء، ولولا الله ثم جهودكم وإخلاصكم وتفانيكم لما تحقق لهم ما تحقق اليوم، فهنيئا لكم وشكرا لكم وجزاكم الله خيرا.. وأهنئ الإدارة التنفيذية القديرة المتميزة للمدرسة، على رأسها مديرها الطموح ومعاونيه، على حسن التوجيه، وحكمة التدبير، وعلى توفير جو مثالي رائع من التناغم والتكامل والتواصل والانسجام بين مختلف مكونات العملية التعليمية، عسى الله أن يزيدها توفيقا وسدادا. وأما أنتم، أيها الخريجون والخريجات، فأهنئكم على تخرجكم، وعلى إدخالكم السرور والبهجة في نفوس أسركم وأهليكم، وعلى جدكم واجتهادكم، وقد تحقق فيكم المثل الشهير ” من طلب العلا سهر الليالي”.. غير أنه مع هذا النجاح الكبير، فإنني أود أن أذكُِركم بأن هذا التخرج لا يعدو أن يكون بداية لمشوار جديد من مشاوير الحياة المتعددة، ومرحلة جديدة من مراحل الحياة المحفوفة بالتحديات والصعوبات في عالم لا يرحم الكسالى، ولا يرأف باليائسين، ولا يأبه بالمتقاعسين.. في عالم مليئ بصنوف المفاجآت، والتغيرات، ولذلك يجب أن تكون عدتكم الدائمة الثقة التامة في خالقكم، ثم في قدرتكم على تحويل التحديات إلى فرص، وعلى حسن استغلال واستثمار المتاح أمامكم من الإمكانات والفرص، قليلا كان أو كثيرا. إنني واثق بأنكم إذا استمررتم بالتحلي بما تحليتم به من قبل من عزم، وعزيمة، وحرص، وأخذ بالأسباب ستحققون نجاحات أكبر وأعظم مما حققتموه طيلة دراستكم في هذه المدرسة.. إنني أسأل الله أن يأخذ بأيديكم، ويوفقكم، ويجعل النجاح حليفكم. وفي الختام، إنني أناشدكم أيها الخريجون والخريجات بألا تنسوا كل من أسدى إليكم معروفا، تذكَّروا أبويكم، أولياء أموركم، وما قدموه لكم من دعم وتضحية، وسهر، اشكروهم في كل حين.. تذكَّروا أساتذتكم الأفاضل واشكروهم على تفانيهم في تعليمكم، وعلى تضحيتهم بأوقاتهم لضمان نجاحكم وتفوقكم.. تذكَّروا إدارة مدرستكم، واشكروها على ما قامت به من جهد غير منكور في التخطيط والتوجيه والترشيد كان له الأثر الواضح على نجاحكم.. وأخيرا تذكروا هذه البلدة الطيبة، مملكة تايلند، على توفيرها جوًّا من الأمن والأمان والاستقرار، مما مكَّنكم من متابعة دراستكم في جو آمن ومستقر، وبكل يسر وسهولة.. وما تحقق لكم من نجاح لم يكن ذلك ممكنا لولا استتباب الأمن والأمان اللذين تنعم بهما هذه الدولة المضياف.. وأخيرا.. إنني أختم هذه الكلمة بقوله صلى الله عليه وآله وسلَّم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له، أو كما قال.. هنيئا لمن أسَّسوا هذه المدرسة، وأخص بالذكر سعادة سفير دولة قطر السابق إلى تايلند والحالي إلى مملكة أسبانيا، ورجل الأعمال الشيخ فوفانا، وغيرهما، وذلك من أجل تعليم الأجيال الصاعدة بدينهم ودنياهم، فهذه صدقة جارية لهم إلى يوم التناد، وهنيئا للهيئة التدريسية على ما قدمتموه وما تقدمونه من علم ينتفع به.. وهنيئا لكم أيها الآباء والأمهات أولياء الأمور.. على هؤلاء الأولاد الذين سيدعون لكم ماداموا أحياء وكذلك ذريتهم.. إن الأمل في الله كبير ثم فيكم جميعا في نشر رسالة المحبة والإخاء والإنسانية.. والله يتولاكم، ويجزيكم عني خير الجزاء على هذا التشريف، وعلى هذا التكريم لشخصي المتواضع.. وادعوا الله لي في مهمة صعبة أنا مقبل عليها إنها تمكين بناتنا وفتياتنا في أفغانستان من العودة إلى المدارس والجامعات.. إنني أؤمن أن التعليم حق فطري مقدس لكل إنسان ذكرا كان أو أنثى.. والله معكم”.
ثم توالت فقرات الاحتفال بتقديم سعادة المدير التنفيذي درع الشرف لمعاليه، وتولى معاليه برفقة المدير التنفيذي، وممثل مجلس الإدارة بتوزيع شهادات التخرج على الخريجين وميداليات التفوق على المتفوقين والمتفوقات.. ثم ألقى سعادة البروفيسور جاران كلمة نيابة عن مجلس الإدارة شكر فيها معاليه على الحضور وعلى الكلمة التوجيهية الرائعة، وقدَّم جملة من النصائح إلى الخريجين والخريجات. ثم ألقى الطالب محمد عفيف حبيب الله كلمة الخريجين عبر فيها عن شكره وشكر زملائه لأولياء أمورهم، وللهيئة التدريسية، ولإدارة المدرسة.. واختتم الحفل بعشاء على شرف معاليه وأولياء أمور الطلبة والطالبات.

 

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى