بيان من الأمانة العامة بشأن حرق متطرفٍ مأجورٍ نسخةً من المصحف الشريف في ستوكهولم بالسويد

بيان من الأمانة العامَّة لمجمع الفقه الإسلامي الدوليِّ

بشأن حرق متطرفٍ مأجورٍ نسخةً من المصحف الشريف في ستوكهولم بالسويد

 

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّدٍ، وعلى آله، وصحبه أجمعين. وبعد،

فباستياءٍ عميقٍ، وإدانةٍ شديدةٍ، وشجبٍ كبيرٍ تلقت الأمانة العامَّة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي نبأ إقدام متطرفٍ مأجورٍ مفتونٍ على حرق نسخةٍ من المصحف الشريف صباح يوم الأربعاء 10 من شهر ذي الحجة المبارك لعام 1444هـ، الموافق 28 من شهر يونيو لعام 2023م، وذلك تعبيرًا واضحًا عما يملأ قلب ذلك المتطرف المسكين وأذنابه من حقد دفين ضدّ دين يدينُ به ملياران من سكان العالم، وإمعانًا سافرًا في ازدراءٍ شائنٍ لمشاعر أتباع ذلك الدين العظيم في ذلك اليوم الخالد الذي كان يحتفل فيه جموع المسلمين في أرجاء المعمورة بحلول عيد الأضحى المبارك، وتأكيدًا باهرًا على تنامي داء إسلاموفوبيا في نفوس وقلوب ضحايا الفكر المتطرف والإرهاب.

وانطلاقا من موقعه الفكريِّ باعتباره المرجعيَّة الفقهيَّة العليا للأمة الإسلامية، ومن إحساسه بواجبِ العلماءِ ومسؤوليتهم في مكافحة الفكر المتطرف أنى كان مصدره؛ وحفاظًا على علاقات التعاون والتواصل بين المسلمين وبين كافة المجتمعات، وبخاصة تلك المجتمعات المُحبَّة للسلام والمؤمنة بقيم العيش المشترك؛ ودفاعًا عن السلام العالميّ؛ بل سعيًا إلى ترسيخ الوئام والانسجام بين الشعوب؛ فإن مجمع الفقه الإسلاميِّ الدوليَّ ليجدِّد التأكيد على أنَّ أمثال هذه التصرفات غير المسؤولة لم ولن تنال من حرمةالمصحف الشريففي شيء، وحاشاها أن تنال منه، ذلك لأنَّه مصحف يضمُّ بين جنباته ذلك الكتاب المجيد الذي أحكمت آياته من لدن حكيم خبير، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أنزله رحمة ونورا وهدًى للناس أجمعين، كما يؤكِّد المجمع على أنَّ تلك الأفعال الغوغائيَّة لم ولن تزحزح، بأي حال من الأحوال، من مكانة القرآن الكريم في قلوب المسلمين، وإنما تزيدهم إيمانًا، وقوَّةً، وثباتًا، وتمسكًا، والتزامًا بتعاليمه وقيمه وأحكامه.

وتأسيسًا عليه، فإنَّ المجمع يغتنم هذه المناسبة ليجدِّد دعوة الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية المُحبة للسَّلام والتعايش بين أتباع الأديان إلى تعزيز التعاون والتنسيق من أجل مواجهة جميع أشكال التصرفات غير المسؤولة وبخاصة تلك التي تغذي الكراهية، والازدراء بالأديان والمقدسات والرموز الدينية، وذلك بالعمل المشترك من أجل إصدار قرارات دوليَّة تجرّم أمثال تلك التصرفات البائسة بدعوى حرية التعبير، والحال أنها تصرفات بائرةٌ جائرةٌ خائرةٌ مخالفةٌ للقيم والأعراف والتقاليد والعادات لما يترتب عليها من إيذاء متعمد، واعتداء غاشم على مشاعر وقيم الآخرين.

وعلى أمل أن تصدر تلك القرارات الدوليَّة المنشودة إزاء هذا الموضوع في العاجل القريب بإذن الله، فإن المجمع يدعو الدول والمؤسَّسات والمنظَّمات الإسلاميَّة إلى رفع دعاوى قضائيَّة عاجلة في المحاكم المحليَّة والدوليَّة المختصة ضدَّ ذلك المتطرف الأشر، وكل من تتسوَّل له نفسه في المستقبل ارتكاب مثل هذه التصرفات الغوغائية الجبانة ضد الأديان، ورموزها، ورسلها، وكتبها، ومقدساتها سواء في السويد وفي غيرها من دول العالم.

وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه،والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

الأمانة العامَّة لمجمع الفقه الإسلاميّ الدوليّ

جدة 12 من شهر ذي الحجة المبارك لعام 1444هـ الموافق 30 من شهر يونيو لعام 2023م.

 

 

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى