سعيًا إلى تقديم الحلول الناجعة لمشكلات الحياة المعاصرة من خلال اجتهادٍ جماعيٍّ رصينٍ متينٍ يحقق التلاقي الفكريَّ والتكامل المعرفيَّ بين علماء الأمة والخبراء المتخصصين في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية، وقيامًا بواجب بيان الأحكام الشرعيّة في النوازل والمستجدات التي تهمُّ المسلمين في أرجاء المعمورة، نظّمت الأمانة العامّة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي ندوة فقهيّة طبيّة عن “إرضاع الأطفال الخِداج بلبن أمهات معروفات وغير معروفات” يوم الاثنين التاسع من شهر ذي القعدة لعام 1444هـ الموافق 29 من شهر مايو لعام 2023م بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
هذا، وقد شارك في الندوة كوكبةٌ نيِّرةٌ من فقهاء الأمّة المعاصرين الراسخين، ولفيفٌ من أطباء متميزين مختصين في مجال الأطفال حديثي الولادة، وبعد مناقشات مستفيضة حول البحوث الفقهية والطبية التي قدِّمت إلى الندوة، وبلغ مجموعها ستة وعشرين (26) بحثًا، أصدر المجمع توصيات رصينة اشتملت ضبطًا محكَمًا لمصطلح الرضاعة، ولمصطلح الطفل الخديج، مؤكدًا على كون الإرضاع واجبًا على ذوي الطفل عمومًا، وعلى ذوي الطفل الخديج خصوصًا، وذلك لحاجته الماسّة إلى لبن الأم؛ كما أوضحت التوصيات بأنَّه لا يجوز شرعًا لأي جهةٍ تعمُّد إرضاع الأطفال الخِداج بألبان أمهات معروفات لها، وغير معروفات لذويهم لِما يترتب على ذلك من مفسدة انتشار المَحرَمِيَّة بالرضاعة، مؤكِّدة بأنَّ معرفة الأمهات المتبرعات بألبانهن للأطفال الخِداج باتَت في هذا العصر أمرًا ممكنًا وميسّرًا بفضل التقنيات الحديثة. وتضمنت التوصيات التنصيص أيضًا على حقِّ الأمهات المتبرعات بألبانهن في اشتراط عدم نشر معلوماتٍ عنهن لغير ذوي الأطفال الخداج، معتبرةً ذلك الاشتراط شرطًا صحيحًا يجب على ذوي الأطفال الخداج الالتزام والوفاء به.
هذا، وقد دعت الندوة الشركات والمؤسسات والمنظمات التي ترغب في توفير وتجهيز ألبان نساء متبرعات للأطفال الخداج إلى ضرورة تمكين ذويهم من معرفة أولئك النساء المتبرعات بألبانهن لأطفالهم؛ تجنُّبًا من مفسدة انتشار المَحرَميَّة عمدًا.
وبإمكانكم الاطلاع على توصيات الندوة من خلال الرابط أدناه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار
