افتتحت صباح اليوم الخميس 16 ربيع الأول 1438هـ الموافق 15 ديسمبر 2016م في تركيا بمدينة إسطنبول في مركز “لطفي قردار” أعمال مؤتمر “القمة العالمية الثانية للحلال” برعاية الرئاسة التركية، والذي يعقد بالتعاون بين معهد المقاييس التركية، ومعهد الدول الإسلامية للمواصفات والمقاييس، ويشارك فيه وفد مجمع الفقه الإسلامي الدولي برئاسة معالي أمين المجمع الأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي والدكتور عبدالقاهر قمر مدير إدارة الفتوى في أمانة المجمع، وقد ألقى معاليه كلمة استهلها بتحية معالي وزير العلوم والصناعة والتكنولوجيا الدكتور فاروق أوسلو ممثل فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا وقدم معاليه التعازي لتركيا في ضحايا العمل الإرهابي الأخير، وجدد إدانة المجمع كل الأعمال الإرهابية وسأل الله أن يحفظ لتركيا أمنها ووحدتها، كما عبر عن شكره للرئيس التركي، وقال معاليه:
“أصالة عن نفسي ونيابة عن مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وأعضائه وخبرائه من فقهاء الأمة وعلمائها، يشرفني أن أرفع لتركيا رئيساً وحكومة وشعباً أطيب تحية وأوفر تقدير، سائلا المولى عز وجل أن يثيبكم لا تقومون به خدمةً لدينكم وأمتكم، ليس في بلدكم فحسب، بل في أعمال منظمتكم منظمة التعاون الإسلامي التي تفخر وتعتز برئاسة تركيا لها، وفي كثير من الأعمال والقضايا الدولية التي تؤكد شمول عطائكم وسعة رؤيتكم وتعدد مشروعاتكم فجزاكم الله خيراً عن الإسلام والمسلمين ووفقكم دوماً لكل ما فيه ازدهار وتقدم لجمهورية تركيا العظيمة وشعبها الشقيق والعالم الإسلامي بل والعالم أجمع”.
ثم عرض معاليه بلمحة تعريفية بالمجمع فقال:
“لقد كان تأسيس مجمعكم مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي تنفيذاً لقرار صادر عن مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي انعقد في مكة المكرمة عام 1401هـ الموافق 1981م، دورة فلسطين والقدس، وهو -بحمد الله وفضله- يضم الفقهاء والعلماء من الدول الإسلامية؛ ليدرسوا مشكلات الحياة ومستجدات القضايا باجتهاد جماعي فاعل أصيل يهدف إلى تقديم الحلول والأحكام المتفق عليها لتلك المشكلات والقضايا”.
وأوضح معاليه أنه “وبعد مرور ربع قرن أصدر مؤتمر القمة الإسلامي العاشر، والذي عقد سنة ٢٠٠٣م في بوتراجايا، ماليزيا قرارا تاريخيا لتطوير هذا المجمع؛ ليكون مرجعية فقهية للأمة الإسلامية، أكد عليه المؤتمر الاستثنائي الثالث لمؤتمر القمة الذي عقد بمكة الكرمة سنة ٢٠٠٥م. وعلى ضوء ذلك صدر نظامه الأساسي الجديد سنة 2006، عن مؤتمر وزراء خارجية دول المنظمة. وبعد مرور هذه السنوات الطويلة، كان لا بد من إدخال بعض التعديلات على هذا النظام التاريخي، وهو ما يعمل المجمع بكل جد للوصول إليه تفعيلا للعمل، وتسهيلا له خدمة للشريعة الإلهية الخالدة والعالم الإسلامي الأجل”.
وأوضح معاليه أنه “وبحمده سبحانه وتعالى فقد تم إصدار مئات القرارات الفقهية المفصلة في كل القضايا الفقهية الحياتية، والتي وصلت ٢١٦ قرارا، وقدم من أجل دراسة موضوعاتها أكثر من ١٢٠٠ بحثاً، والتي صدرت في أكثر من ستين مجلداً من مجلة المجمع حتى الآن، غطت قضايا فكرية واقتصادية ومالية وطبية واجتماعية وسياسية ودولية”.
وأكد معاليه أنه كان للمجمع الدور البارز في “البناء الفكري والعملي للأمة ومن أمثلة ذلك الواضحة ما قدم في مجال صناعة الأسس والقواعد التي انطلقت وفقها الصناعة المالية الإسلامية المعاصرة واهتم بأدوات التمويل المعاصرة (الصكوك)، واهتم المجمع أيضا بمحاربة التطرف الديني والتعصب الطائفي المذهبي والغلو والإرهاب ونشر الفكر الوسطي المعتدل، ومحاربة الإسلام فوبيا، والحرص على التقريب بين المذاهب الإسلامية، والتنسيق بين جهات الفتوى، ومحاربة فوضى الفتاوى وكذلك الاهتمام بحقوق الإنسان وشؤون المرأة والأسرة ووضع القواعد للتعامل مع العولمة وحقوق الجماعات الإسلامية في غير دول العالم الإسلامي وحقوق الأقليات في بلاد المسلمين وإصدار مشاريع قوانين نموذجية توضع بين يدي متخذي القرار ومصدري الأنظمة في عالمنا الإسلامي”.
وفي موضوع الطعام الحلال أوضح معالي الدكتور العبادي أن المجمع: “قد أصدر مبكراً قرارا بشان الذبائح عام 1418هـ الموافق 1997م فصل كل القضايا والأحكام المتعلقة بالموضوع من طرق وآداب وكيفيات وشروط ومواصفات لتدويخ الحيوان قبل الذبح، وأحكام اللحوم المستوردة من الدول غير الإسلامية، كما أوصى في إحدى توصياته بان تعمل منظمة التعاون الإسلامي على اختيار جهة إسلامية موحدة تتولى العمل المباشر في قضايا الطعام الحلال، وبحمد الله فقد أنشأت مؤخراً منظمة التعاون الإسلامي معهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية “سيميك” لهذا الغرض، وقد تعاون معه المجمع منذ إنشائه قبل أكثر من خمس سنوات في دراسة معايير ومواصفات الطعام الحلال وملحقاتها العديدة، وأصدر عددا من القرارات المجمعية من مجلسه وعقد عدداً من الندوات المتخصصة جمع فيها كبار فقهاء المسلمين، ومازال يتابع هذه القضية بكل اهتمام وفي الدورة القادمة التي ستعقد بعون الله تعالى في المملكة العربية السعودية بالمدينة المنورة باستضافة كريمة من الجامعة الإسلامية، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، مشاركة متميزة في ذلك الجهد المبارك”.
وفي نهاية كلمته عبر معالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي عن وافر الشكر والتقدير والعرفان لمعالي الوزير وأصحاب المعالي والفضيلة والسعادة ولمعهد الدول الإسلامية للمواصفات والمقاييس ولمعهد المواصفات التركي لعقد هذا المؤتمر الهام وللحفاوة والتكريم الذي يحيط المشاركين فيه.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار