رحّب صاحب المعالي مَوْلَوِي عبد الكبير، نائب رئيس الوزراء للشؤون السياسيّة بالسُّلطة القائمة بأفغانستان، بوفد علماء الأمّة الذي يزور أفغانستان بقيادة مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، مساء يوم الجمعة 15 من شهر صفر لعام 1445هـ الموافق 1 من شهر سبتمبر لعام 2023م بقصر الحكم بالعاصمة كابل.
في مستهلّ حديثه أعربَ صاحب المعالي عن شكره الجزيل وتقديره الفائق لوفد العلماء على هذه الزيارة الثانية لوفد العلماء إلى أفغانستان برئاسة معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، كما أعرب عن سروره العظيم بتزامُن قدوم الوفد مع حلول العام الثاني من عُمر الإمارة الإسلامية بأفغانستان، مشيدًا بالإنجازات الكبيرة التي حقّقتها الإمارة خلال الفترة الماضية في مختلف المجالات، وبخاصة في مجالَي الأمن والاقتصاد، ومنوِّهًا بأن المدارس الدينيّة بجميع مراحلها باتَت متاحةً للبنات والبنين، وختم حديثه بأن الإمارة ماضية في تحقيق المزيد من الإنجازات بفضل الله وتوفيقه.
ومن جانبه، أعرب معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، رئيس الوفد، عن شكره الوافر، وتقديره العميق للسلطة القائمة على ما خَصُّوا به الوفد من حفاوة الترحيب، وحسن الاستقبال، وكرم الوفادة، كما أعرب عن سرور الوفد بما لَمسُوه من إنجازات واضحة، وتغيرات ظاهرة على جميع مَناحي الحياة، منوّهًا بقرار السلطة الأخير فتح المدارس الدينية بجميع مراحلها للبنات والبنين؛ مؤكدًا على أن التعليم بشِقَّيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله ومجالاته حقٌّ شرعيّ مقدَّس للإناث والذكور، وتمكينهم من التعليم واجب شرعي على الأسرة والمجتمع والدولة، بل إن ذلك مسؤولية من المسؤوليات العظيمة التي سيُسأل عنها الآباء والأمهات والمجتمع والدولة يوم القيامة، ولذلك، فإن علماء الأمّة يناشدون الإمارة الإسلامية أن تبذل كلَّ ما بِوُسْعها من أجل تمكين البنات والفتيات من العودة في أقرب وقت إلى المدارس والجامعات لمتابعة تعليمهن في كافة المجالات التعليمية المتاحة من: طِبٍّ، وهندسة، وعِمارة، وتمريض، ورياضيات، وفيزياء، وكيمياء، وفَلَك، وغيره من العلوم النافعة، موضحًا بأن “العلوم والمعارف التي يجب تمكين الإناث والذكور منها شاملة للعلوم الدينيّة والعلوم الدنيوية، ولا يجوز حرمانهم من أيّ نوع من أنواع العلوم، ذلك لأن الشرع الكريم لم يفرِّق بين العلوم عندما أمرَ بطلبها وتحصيلها في الحديث الصحيح: “طلبُ العلم فريضةٌ على كل مسلم ومسلمة”، ولم يفرِّق بين ذكر وأنثى، ولا بين المراحل التعليمية، ولذلك، فلا يجوز التفريق بينها، كما لا يجوز حرمان أيّ من الإناث والذكور منها، وبخاصة أن حاجة المجتمع المسلم الأفغاني إلى العلوم الدنيوية أشدّ وأعظَم؛ نتيجةَ الظروف الصعبة التي مرّ بها خلال الأربعين عامًا الماضية من الحرب. ثم ختم معاليه حديثه بالتأكيد على استعداد الدول الأعضاء بمنظمة التعاون على تمكين السلطة القائمة من الاستفادة من تجاربها وخبراتها في مجال تعليم الإناث، وذلك عملاً بمبدأ التعاون على البِرِّ والتقوى، والتكامل الإسلامي المنشود.
ثم أُتيحت الفرصة لمداخلات وتعليقات أصحاب الفضيلة العلماء المشاركين والمشاركات، حيثُ أكّدوا جميعًا على أهمية بذل مزيد من الجهود من أجل تمكين البنات والفتيات الأفغانيات من التعليم بشِقَّيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله، أمَلاً في تحقيق مزيد من الرُّقيّ والاستقرار والنهضة والتقدم للشعب الأفغاني.
وفي نهاية الاجتماع دعا صاحب المعالي الوفد إلى مأْدُبةِ العشاء على شرفهم.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار