وفْد علماء الأمة يجتمع بمعالي وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمقر إقامته بكابل
3 سبتمبر، 2023
 |  | 

اجتمع وفد علماء الأمة الذي يزور أفغانستان بقيادة مجمع الفقه الإسلامي الدولي، بمعالي الشيخ محمد خالد حنفي، وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسلْطة الحاكمة بأفغانستان، مساء يوم السبت 16 من شهر صفر لعام 1445هـ الموافق 2 من شهر سبتمبر لعام 2023م بمقر إقامة الوفد بالعاصمة الأفغانية كابل.

هذا، وقد بدأ الاجتماع بتلاوة آيٍ من الذكْر الحكيم، ثم ألقى معالي الوزير كلمة ترحيبية بضيوف أفغانستان من العلماء الربانيّين الذين قدِموا من بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ومملكة البحرين، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية السودان، وجمهورية تشاد، وجمهورية غينيا، وجمهورية إندونيسيا، وجمهورية باكستان الإسلاميّة، وجمهورية تركيا، ودولة ماليزيا، وشَكرهم على قدومهم إلى أفغانستان للاطمئنان على إخوانهم بالإمارة الإسلاميّة. ثم قدّم معاليه عرضًا موجزًا لأهم الإنجازات التي حقّقتها الإمارة في كافة المجالات خلال العامَين الماضيين، وتحدّث عن جملة من إنجازات الوزارة التي يُشرف عليها، وبخاصة فيما يتصل بمكافحة المنكرات في المجتمع، وعلى رأسها المخدرات، وشُرب الخمور وبَيعها، والتطفيف في الميزان في الأسواق، وجميع أشكال الظلم والاضطهاد التي كانت تقع على المرأة الأفغانية عبر العقود، كحِرمانها من الميراث مطلقًا، وإجبارها على الزواج دون رضاها، وحرمانها من الزواج بعد وفاة زوجها، واستغلالها لتصفية الخصومات والديات، وغير ذلك من الممارسات الشنيعة ضدّها. وبالنسبة لموضوع تعليم الإناث، كما أوضح أن الإمارة فتحت أبواب المدارس الدينية بجميع مراحلها للبنات والبنين، وأنها تعمل جاهدة على فتح أبواب الجامعات للفتيات بعد الانتهاء من إعداد المناهج التعليمية المناسبة.

ومن جانبه، أعرب معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع ورئيس الوفد، عن شكر الوفد الجزيل، وتقديره العظيم لتكرّم معاليه على الاجتماع بالوفد بمقر إقامته تواضعًا، وقد كان الوفد يستعدّ للّقاء بمعاليه بمقر الوزارة، زاد الله معاليه رفعة وسؤددًا وتوفيقًا، كما أعرب معاليه عن امتنان الوفد العميق للسلطة القائمة على حفاوة الترحيب، وكرم الضيافة، مشيدًا بما سمِعوه من معاليه من معلومات وافية عن الإنجازات الكبيرة الواضحة التي حققتها الإمارة خلال العامين الماضيين وبخاصة في مجال الأمن والاقتصاد من خلال مكافحة المخدرات، والفساد، والفكر الضالّ. وبالنسبة لموضوع تعليم الإناث عبّر معاليه عن سرور الوفد بتمكين السلطة البنات من العودة إلى المدارس الدينية بجميع مراحلها، منوّهًا بأن الوفد يتطلّع بلهف وشوْق كبيرَين إلى تدريس المواد العلمية من رياضيات، وكيمياء، وفيزياء، وأحياء في المدارس الدينية؛ أمَلاً في إعداد جيل متمكّن من العلوم الدينية والعلوم الدنيوية، ذلك “لأن الإسلام لم يفرّق في التعليم بين العلوم، بل يجب تمكين الإناث والذكور معًا من تعليم كل العلوم النافعة الدينية والدنيوية، ذلك لأن الغاية من التعليم تتمثل في اكتساب الإناث والذكور من العلوم والمعارف والمهارات والمبادئ التي تُعينهم على عبادة الله، وعِمارة الكون، وتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، والعلوم المُسمّاة بالعلوم الدينية تُعينهم على عبادة الله، وأما العلوم الدنيوية، فهي التي تعينهم على عمارة الكون، وتحقيق السعادة في الدارين، ولذلك، لا يجوز شرعًا الفصل بينهما، كما لا يجوز منع الإناث والذكور من أيّ نوع من أنواع العلوم”، ثم ختم معاليه حديثه بالقول: ” لئن تمكَّنَت الإمارة الإسلامية خلال العامين من بسْط نفوذها على جميع الأراضي الأفغانية، واستِتْباب الأمن والاستقرار في جميع المحافظات، فإن الأمل معقود من أن تتمكن الإمارة من مكافحة الجهل والفقر والمرض من خلال تمكين جميع أطياف الشعب الأفغاني ذكورًا وإناثًا، رجالاً ونساءً، من كافة العلوم والمهارات بجميع مراحلها ومجالاتها، كما أن الأمل معقود في أن تستفيد الإمارة من تجارب وخبرات الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي في مجال تعليم الإناث، ومشاركة المرأة المسلمة في جهود البناء والإعمار والنهضة انطلاقًا مِن مبدأ {وتعاونوا على البِرِّ والتقوى}، ومِن مبدأ (المؤمن للمؤمن كالبُنيان المرصوص يشُدُّ بعضُه بعضًا)، ومن مبدأ (المؤمن مِرآةُ أخيه)”..

ثم أتيحت الفرصة لمداخلات أصحاب الفضيلة العلماء المشاركين والمشاركات، مشيدين جميعًا بما سمِعوه وما لمسوه من إنجازات حقّقتها الإمارة في فترة وجيزة، ومؤكدين في الوقت نفسه مطالبتهم الإمارة تمكين البنات والفتيات الأفغانيات من التعليم بشقّيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله، أملاً بقوله صلى الله عليه وآله وسلَّم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) وفي رواية: (وكل مسلمة).

وفي نهاية الاجتماع، أكد معالي الوزير للوفد بأنه سيقوم بنقل رسالة العلماء إلى ولي الأمر بالإمارة الإسلاميّة، متمنّيًا أن يتجدد اللقاء بالعلماء في المرّات القادمة، وخلال فترة وجيزة بإذن الله تعالى.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار