استقبل معالي المُلاّ سراج الدين حقّاني، نائب أمير المؤمنين ووزير الداخلية بالسلطة القائمة بأفغانستان وفد علماء الأمة الذي يزور أفغانستان ظهر يوم الاثنين 18 من شهر صفر لعام 1445هـ الموافق 4 من شهر سبتمبر لعام 2023م بفندق إنتركونتيننتال بالعاصمة كابل.
هذا، وقد بدأ الاجتماع بتلاوة آيٍ من القرآن الكريم، ثم ألقى معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع ورئيس الوفد، كلمةً عبّر فيها عن شكر الوفد الجليل، وامتنانه العظيم للسلطة على كرم الضيافة، وحفاوة الوفادة، مشيدًا بإنجازات الوفد الباهرة في مجالات شتَّى، وبخاصة في مجال الأمن الذي يشهد الجميع بأنه بات مستقرًّا ومُستَتِبًّا، حيث أكدَت ذلك للوفد وكالات الأمم المتحدة العاملة بأفغانستان، والسفارات المعتمدة لدى أفغانستان، كما أن الوفد لاحظ هذا الاستقرار من خلال تنقُّلاته داخل مدينة كابل، وأوضح معاليه في هذه الأثناء أن الفضل في ذلك يعود إلى توفيق الله، ثم إلى حصافة معالي الوزير وحِنْكَته، ومثابرته، وإخلاصه لدِينه، ولأمير المؤمنين، ولحُبِّه العميق للشعب الأفغاني، مشيرًا إلى معرفته الدقيقة بالدَّور المِحوَري الذي تنهض به وزارة الداخلية من خلال أجهزتها المختلفة من استخبارات ومتابعات وملاحقات لِبُؤَر الجرائم وأوْكارها، كما أوضح معاليه أن عمله وزيرًا في بلده لمدة اثني عشر عامًا جعلَه يدرك حجْم التضْحيات التي تقدّمها وزارة الداخلية من أجل اسْتِتْباب الأمن في الأرجاء، وتحقيق الاستقرار في جميع أنحاء البلاد، فضلاً عن القضاء على التطرف، والإرهاب، واجتثاث الجرائم بشتى أشكالها وأنواعها، ولهذا، فإن معالي الوزير ومعاونيه يستحقون كل الشكر والتقدير والثناء على هذا الإنجاز الباهر الذي كان يعَدُّ أكبر تحدٍّ للسلطة إبّان تولّيها مقاليد الحكم في أفغانستان. وأوضح معاليه أيضًا أنه لم يكن أحد يعتقد أنه بالإمكان استقرار الوضع الأمني خلال فترة وجيزة، بل كانت كل التحليلات تشير إلى أن داعش ستكثّف هجماتها ضد السلطة، ولكن الحقيقة التي لا تُمارَى هي أن السلطة تمكّنَت من اجتثاث داعش وإبعادها عن المشهد الأفغاني بشكل واضح وملموس، إذ قد مضى عام كامل ولم تشهد كابل ولا بقية مُدن أفغانستان أي هجمة إرهابية من داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية. ثم تحدث معاليه عن أهمية المحافظة على هذا الإنجاز الكبير المهم، موضحًا أن ذلك يتوقف توقفًا أساسًا على تحقيق الأمن الفكري المتمثل في تمكين جميع أفراد المجتمع ذكورًا وإناثًا، رجالاً وإناثًا من التعليم بشقّيه الديني والدنيوي، اعتبارًا بأن التعليم بشقّيه الديني والدنيوي يعَدُّ الوسيلة المُثلى لمكافحة جذور وأسباب الإرهاب والتطرف المتمثلة في انتشار الجهل، والفقر، والبُؤْس، واليأْس، ولذلك، فإن الإسلام جعل التعليم بشقّيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله حقًّا شرعيًّا مقدَّسًا ومشترَكًا بين الذكور والإناث، وجعل طلَبَه فريضةً على كل مسلم ومسلمة. ثم أعرب معاليه عن شكر الوفد لمعالي الوزير على ما بذله خلال عام من جهود مقدَّرة في الدفاع عن موضوع تعليم الإناث، ممّا أثْمَر بفتح المدارس الدينية بجميع مراحلها للبنات والبنين في جميع أنحاء الإمارة، مناشدًا بأن يواصل معالي الوزير الجهود من أجل تمكين البنات والفتيات من تعليم المواد العلمية جَنْبا إلى جَنْب مع المواد الدينية، وتمكين الفتيات من العودة إلى مقاعد الدراسة في الجامعات والكليات وفق الضوابط الشرعية والأخلاقية التي تضَعها الإمارة.
ثم أتيحت الفرصة لمداخلات أصحاب الفضيلة العلماء المشاركين والمشاركات، حيث أكدوا جميعًا أهمية التعليم بشقّيه الديني والدنيوي للإناث والذكور، كما أكدوا خطورة حرمان الإناث من أي نوع من أنواع التعليم، معتبرين ذلك مساويًا حرمانهنّ من الميراث، وإجبارهنّ على الزواج دون رضاهنّ، ومعتبرين أيضًا أيَّ تأجيل في هذا المجال إضرارًا باستقرار أفغانستان ومستقبَله.
ومن جانبه، أعرب معالي الوزير عن ترحيب الإمارة بوفد العلماء، وعن شكره الجزيل للوفد على هذه الزيارة الثانية التي كان يتمنى أن تأتي في فترة أقصر بعد الزيارة الأولى، مؤكدًا ثِقة الإمارة في وقوف علماء الأمة معها ومع الشعب الأفغاني، وحرصهم على مستقبل الإمارة. ثم أشار معاليه إلى أنه لن يتحدث عن الإنجازات التي حقّقتْها الإمارة خلال العامَين الماضيين -بفضل الله وتوفيقه- اعتبارًا بأن الوفد سمِع الكثير من تلك الإنجازات ولمسها بنفسه؛ وبالنسبة لمناشدة وفد العلماء الإمارة في تمكين البنات والفتيات الأفغانيات من التعليم بشقّيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله، فقدّم للوفد جملة من المقترحات العملية التي يتحقق من خلالها ما يصبو إليه الوفد، مؤكدًا على أن ثمّةَ إيمانًا تامًّا بكون التعليم بشقّيه الديني والدنيوي فريضة على كل مسلم ومسلمة، وكونه حقًّا مقدَّسًا ومشترَكًا بين الذكور والإناث.
وفي نهاية الاجتماع جدَّد معالي رئيس الوفد الشكر والتقدير والامتنان والعرفان لمعالي الوزير الذي تمنى أن تكون الزيارة القادمة للوفد خلال أشهر قليلة وليست بعد عام كامل، وتخلَّل الاجتماع تبادل الأحاديث الودِّيّة المُفْعَمة بالمحبّة والتقدير.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار