بدعوة رسمية من لدن حكومة ماليزيا رحَّب صاحب المعالي السيد أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، بمعالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، والوفد المرافق له، مساء يوم الجمعة 24 من شهر جمادى الأولى لعام 1445هـ الموافق 8 من شهر ديسمبر لعام 2023م، وذلك بمكتبه بمقر رئاسة الوزراء بالعاصمة الإدارية مدينة بوتراجايا بماليزيا.
هذا، وقد استهل دولتُه حديثَه بترحيبه بمعاليه ووفده، مشيدًا بجهود المجمع المقدَّرة في مجال نشر الوسطية والاعتدال والتسامح، وتصحيح الصورة النمطية التي تلْصق بالإسلام، متمنّيًا أن تكون الاجتماعات واللقاءات التي عقدها معاليه ووفده مع المسؤولين الماليزيين مثمرة، ومحقِّقةً مزيدًا من التعاون والشراكة بين المجمع ومختلف المؤسسات العلمية والدينية الماليزية، وعلى رأسها وزارة الشؤون الدينية والإدارة العامة للشؤون الإسلامية بالوزارة، كما أشاد دولته بجهود المجمع الموفقة في التواصل مع السلطة الحاكمة بأفغانستان من أجل تمكين البنات والفتيات من مواصلة دراستهن في كافة التخصصات وبجميع المراحل التعليمية، وتمكين المرأة من المشاركة في جهود البناء والنهضة والتنمية، ومتمنيًا أن يجد هذا الموضوع حلًّا سريعًا بإذن الله تعالى. ونوّه دولته بهذا الصدد استعداد دولة ماليزيا تقديم كل الدعم الذي يحتاج إليه المجمع خاصة، وجميع أجهزة منظمة التعاون الإسلامي عامة؛ تعزيزًا للعمل الإسلامي المشترك، ودعمًا لأواصر الأخوة والمحبة بين الشعوب الإسلامية، وختم حديثه بتمنياته لمعاليه وللمنظمة والمجمع كل التوفيق والنجاح.
ومن جانبه، أعرب معالي الأمين العام عن وافر شكره، وعميق تقديره والوفد المرافق له على حسن الاستقبال، وكرم الضيافة، وعلى إتاحة دولته هذه الفرصة للّقاء به على الرغم من كثرة انشغالاته، وجدول أعماله المزدحمة، مشيدًا بجهود دولته المباركة، وحكومته الرشيدة في دعم العمل الإسلامي المشترك، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، كما أعرب عن عظيم امتنانه لِما يحظى به المجمع خاصةً والمنظمة عامةً من لدن دولة ماليزيا حكومةً وشعبًا من دعم كبير ورعاية عظيمة منذ تأسيسهما إلى يومنا هذا. ثم اغتنم المناسبة للتعبير عن جزيل شكر المنظمة والمجمع لدولته على مشاركة وفدٍ عالٍ من ماليزيا في وفد علماء الأمة الذي زار كابل خلال شهر سبتمبر الماضي، وكانت مشاركته متميزة وفعّالة، معبِّرًا لدولته عن تفاؤله بإيجاد حل مناسب عاجل لمسألة تعليم البنات وعمل المرأة في أفغانستان في العاجل القريب، شاكرًا بهذا الصدد السلطة الحاكمة على فتحها المدارس الدينية بجميع مراحلها للبنات والبنين، مع وعدها بفتح أبواب الجامعات للفتيات الأفغانيات قريبًا بإذن الله تعالى. كما أعرب عن عميق تقدير علماء الأمة لدولته على جهوده المخلصة المستمرة في الدفاع عن القضية الفلسطينية التي يعتبرها علماء الأمة قضيةً مقدَّسة، وقضية دينية، وقضية إنسانية، متمنيًا مزيدًا من تكامل جهود دولته مع جهود إخوانه أصحاب الجلالة والسموّ والفخامة والمعالي قادة العالم الإسلامي من أجل حمل الكيان الصهيوني المحتل على الكفّ فورًا عن قتل المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والعَجَزة، وتدمير البِنى التحتية من مستشفيات، وجامعات، ومدارس، ودُور عبادة، وشوارع، ومرافق، فضلًا عن تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها ظلمًا وعدوانًا، متحدّيًا بكل جراءة كل الأعراف والتقاليد والقوانين الدولية والإنسانية، كما نقل معاليه إلى دولته تطلع علماء الأمة إلى تقديم مزيد من الدعم والرعاية للشعب الفلسطيني، وبخاصة النازحين والمشرَّدين من خلال توفير فرص التعليم والعيش الكريم. وختم حديثه بدعوة دولته إلى النظر في إمكانية استضافة دولة ماليزيا دورة من دورات المجمع السنوية. ولله الحمد حيث استجاب دولته على الفور لهذا الطلب، ووجّه الإدارة العامة للشؤون الإسلامية بالتواصل مع الأمانة العامَّة للمجمع لتحديد موعد مناسب لإقامة إحدى دورات المجمع القادمة خلال العامين القادمين بمشيئة الله تعالى. ثم جدّد معاليه الشكر والتقدير لدولته على منح صاحبة الجلالة ملكة ماليزيا، الرئيسة الدستورية للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، شخصه المتواضع “وسام الأستاذ الفخري” تقديرًا لإسهاماته المتميزة في النهوض بالتعليم النوعي في ماليزيا، داعيًا الله أن يحفظ دولته، ويمتّعه بالصحة والعافية، ويبارك في جهوده في قيادة ماليزيا، ويديم عليه وعلى الشعب الماليزي وحكومته نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.
وتخلَّل الاجتماع تقديم معاليه لدولته نسخةً فاخرة من كتاب قرارات وتوصيات المجمع باللغة الإنجليزية، وبعض مطبوعات ومنشورات المجمع.
هذا، وقد حضر الاجتماع سعادة الأستاذة الحاجة داتؤ حكيمة يوسف، المديرة العامة للشؤون الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية بمكتب رئيس الوزراء، ونائبها للشؤون العلمية الدكتور يميم، وعدد من مستشاري دولة رئيس الوزراء، كما حضر الاجتماع الأستاذة سارة بنت أمجد، مديرة شؤون الأسرة والمرأة، والدكتور الحاج مانتا درامى، رئيس قسم العلاقات الخارجية بالمجمع.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار