بدعوة كريمة من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية الكاميرون، عقد معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو اجتماعًا تشاوريًّا مع أعضاء المجلس صباح يوم الجمعة 26 من شهر صفَر 1446هـ الموافق 30 من شهر أغسطس 2024م بمقر المجلس بالعاصمة ياوندي.
هذا، وقد رحّب فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم أبو يريما، رئيس المجلس، بمعاليه والوفد المرافق له، وأعرب عن شكره الجزيل لمعاليه على تلبية دعوة المجلس، والموافقة على اتفاقية تفاهم بين المجمع والمجلس، وأشاد باعتزازه وجميع أعضاء المجلس بل جميع مثقفي الثقافة العربية والإسلامية بالمستوى الفكري المتميز الرائع لمعالي البروفيسور سانو، منوِّهًا بإنتاجات معاليه العلمية الغزيرة، ومحاضراته الفكرية العميقة في مختلف مجالات العلوم الفقهية والأصولية والأدبية، مما يجعل المتابع والمستمع والقارئ محلّ إعجاب وإكبار. ثم أعرب عن فائق تقديره، وعظيم امتنانه بمناسبة توقيع مذكرة تفاهم مع مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي يعدّ المرجعية الفقهية العريقة الأبرز والأشهر في العالم الإسلامي. وختم حديثه بإحاطة معاليه والوفد المرافق بأنشطة المجلس، وجهوده المتواصلة في توحيد كلمة المسلمين، ولَمِّ الشمْل، وتعزيز التكامل والتعاون بين مختلف المؤسسات والجمعيات والمنظمات الإسلامية بالكاميرون.
ومن جانبه أعرب البروفيسور سانو عن شكره لسماحة الشيخ أبو يريما والأعضاء التنفيذيّين بالمجلس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة له وللوفد المرافق، مُبديًا سعادته بعقد هذا الاجتماع وتطلّعه إلى إقامة علاقة تعاونية مع المجلس الموقر. كما هنّأ معاليه سماحة الشيخ أبو يريما على انتخابه رئيسًا للمجلس. ثم قدّم نبذة تعريفية عامة عن رؤية المجمع، وأهدافه، ورسالته. وأشار معاليه إلى أن المجمع يسعى من بين أمور أخرى إلى تقديم الشريعة الإسلامية عرضًا معتدلًا، قائمًا على نشر منهج الوسطية، وثقافة الاعتدال والتسامح، ونبذ التعصب، والتطرف، والإرهاب، فضلًا عن إبراز قدرة الفقه الإسلامي على مواكبة النوازل، وتقديم الحلول العملية الناجعة لمشكلات الحياة المعاصرة. وأضاف: “إن من الأهداف الرئيسية كما وردت في الوثيقة الاستراتيجية للمجمع تحقيق التلاقي الفكري والتكامل المعرفي بين الفقهاء من مدارس الفقه الإسلامي المعتبرة والخبراء المتخصصين في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية والتطبيقية؛ بُغيةَ بيان الموقف الشرعي من مشكلات الحياة المعاصرة”.
ودعا معاليه المجلس إلى مواصلة الجهود المقدَّرة من أجل توحيد الصف الإسلامي، ولمّ شمل جميع المنظمات والجمعيات والمؤسسات الإسلامية العاملة في الكاميرون، كما دعا القائمين على تلك المؤسسات إلى الرجوع إلى المجلس بوصفه المرجعيّة الشرعيّة الأولى في القضايا والمسائل التي تهمّ المسلمين في الكاميرون، وبخاصة فيما يتعلق بالشعائر متمثلة في احترام قرارات المجلس المتعلقة بمواعيد بداية الصيام والأعياد، كما دعاهم إلى تعظيم الجوامع، واحترام الفروق بين المذاهب العقدية والفقهية والتربوية، وأهمية تجاوز الانقسامات الطائفية والأيديولوجية والعِرقيّة من خلال احتضان الجميع، وأشار معاليه إلى أهمية وحدة المشاعر، ووحدة الشعائر التي نصّ عليها الحديث النبوي الشريف، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلَّم: “مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمَثَل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهَر والحمّى”. إن هذا الحديث من جوامع الكَلِم، ويؤسِّس لِمَا يجب أن تكون عليه العلاقة بين المسلمين في كل زمان وفي كل مكان، وهو وحدة المشاعر متمثّلة في: تقاسُم الأفراح والأتْراح، ووحدة الشعائر متمثلة في: وحدة الصف، وتوحيد الكلمة.
وفي نهاية اللقاء وقّع معاليه مع فضيلة رئيس المجلس مذكرة تفاهم بين المجمع والمجلس.
وحضر الاجتماع عدد من أعضاء المجلس، ومن المجمع: السيدة سارة أمجد بديوي، المشرفة على مكتب معاليه، والدكتور الحاج مانتا درامي، رئيس قسم التعاون الدولي والعلاقات الخارجية، والأستاذ سعد صلاح الدين السمّار، رئيس قسم الإعلام بالمجمع.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار