
﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ الفجر: 27-30.
بقلوب يعتصِرها الحزن، ونفوس يملؤها الإيمانُ بقضاء الله وقدَره، تلقّى مجمع الفقه الإسلامي الدولي نبأ رحيل والدنا العزيز، سماحة الشيخ العلّامة عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، المفتي العامّ للمملكة العربيَّة السعوديَّة، والرئيس العام للرئاسة العامّة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ورئيس هيئة كبار العلماء، الذي لَبّى نداءَ ربِّه صباحَ اليوم الثلاثاء غُرّة ربيع الثاني لعام 1447هـ بعد عمر مبارك حافل بالعطاء، مُكرَّس للعلم والفتوى وخدمة الشريعة الغرّاء، وولاة الأمر.
لقد أمضى –رحمه الله– حياتَه مخلصًا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسَنة، والمجادَلة بالتي هي أحسن، مُتفانيًا في نشر عقيدة التوحيد في الآفاق، مثابرًا في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، باذِلًا وُسْعَه في تبصير الناس بأحكام دينهم، ناصحًا لله ولرسوله وكتابه، ولأئمة المسلمين وعامَّتهم، على نهْج راسخ من الكتاب والسنة.
نعم.. لقد لَحِقَ سماحةُ والدِنا الجليل -غفر الله له- بالرفيق الأعلى بعد أنْ سخَّر عُمُرَه كلَّه لخدمة العلم وطلّابه، وخدمة الإسلام والمسلمين، والنُّصح لوُلاة الأمر، والقيام بحق الأمّة بالصدق والإخلاص، فكان عَلَمًا من أعلام الهُدى، ورُكنًا من أركان الفتوى والإرشاد، ومرجعًا راسخًا من مراجع الفقه والفكر في هذا العصر، وستظلّ آثاره العلميَّة المباركة ومنهجه الإصلاحي المعتدل نبراسًا للأجيال.
وبهذه المناسبة الأليمة، وأمام هذا المُصاب الجَلَل، فإن مجمع الفقه الإسلامي الدولي، رئاسةً وأمانةً عامّةً وأعضاءً وخبراءً ومنسوبين من جميع أنحاء المعمُورة، يرفعون أصدق التعازي وأخلَص المُواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإلى وليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء –حفظهما الله– وإلى الشعب السعودي الكريم، وإلى الأمّة الإسلامية جمْعاء.
سائلين الله العلي القدير أن يتغمّد فقيد الأمّة بواسع رحمته، وأن يعفو عنه، ويغفر له، ويُكرم نُزله، ويُسكنه فسيح جناته، ويحشُره مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا، وأن يُلهم أهلَه وذَوِيه وطلّابه ومحبّيه الصبر والسلوان، والرضا بما قضى الرحمن.
﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ البقرة: 156.
عنهم:
قطب مصطفى سانو
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي
اقرأ ايضا
آخر الأخبار








