الدوحة، 8 مايو 2025م – اختتمت صباح يوم الخميس في العاصمة القطرية الدوحة أعمال الدورة السادسة والعشرين لمجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، والتي انعقدت في فندق الريتز كارلتون، برعاية كريمة من معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر.
على مدى خمسة أيام، شهدت الدورة نقاشات علمية معمَّقة بمشاركة كوْكبة من العلماء والفقهاء والخبراء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، تناولتْ أبرز القضايا المعاصرة التي تهمّ الأمّة الإسلامية.
وافتُتِحت الجلسة الختامية بكلمة ألقاها سعادة الدكتور داتو سراج الدين سحيمي، مدير إدارة التنمية الإسلامية بمكتب رئيس وزراء ماليزيا، نقل فيها تحيات معالي السيد أنور إبراهيم إلى علماء الأمّة من أعضاء المجمع وخبرائه، مُثْنيًا على دور المجمع الرياديّ في ترسيخ منهج الاجتهاد الجماعي، وتعزيز التكامل الفكري والمعرفي، وتكريس قيَم التسامح والانفتاح. واختتم كلمته بالإعلان عن استعداد دولة ماليزيا لاستضافة الدورة السابعة والعشرين المقبلة، بمشيئة الله.
تلا ذلك عرضٌ قدّمه معالي الدكتور عبد الرحمن بن عبدالله الزيد، نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وأمين المجمع الفقهي الإسلامي التابع لها، استعرض فيه وثيقتَي “مكة المكرمة” و “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”. ثم قدّمت سعادة الأستاذة سارة بنت أمجد بن حسين بديوي، مديرة شؤون الأسرة والمرأة والطفولة والمسنين بالمجمع، عرضًا لوثيقة “المرأة: المكانة والتمكين في الإسلام”.
كما قدّم فضيلة الشيخ الدكتور ثقيل بن ساير زيد الشمّري، نائب رئيس الدورة، استعراضًا شاملًا للقرارات والتوصيات التي اعتمدها المجلس، والتي تناولت قضايا معاصرة تمسُّ الواقع الاجتماعي والاقتصادي والنفسي والمالي في المجتمعات الإسلامية، من أبرزها: حماية الطفولة، ضوابط الألعاب الإلكترونية، الذكاء الاصطناعي، الحوكمة الشرعية للمؤسسات المالية الإسلامية، الأغذية المعدَّلة وراثيًّا، وتدويخ الحيوانات قبل الذبح.
وفي كلمته، تلا معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، بيان المجلس بشأن الأوضاع في فلسطين المحتلَّة، ولا سيّما ما تتعرض له غزّة من إبادة جماعية وتجويع مُمَنْهج، مؤكِّدًا الإدانة الشديدة لتلك الجرائم التي تُعدّ انتهاكًا صارخًا لأبسط القيَم الإنسانية والشرعية.
واختُتِمت الجلسة بلحظة وفاء مؤثِّرة، تم خلالها تكريم الرعيل الأول من العلماء والمفكرين الذين شاركوا في الجلسة التأسيسية الأولى للمجمع عام 1984م، وذلك اعترافًا بجهودهم المباركة في تأسيس هذا الصرح العلمي وترسيخ مبدأ الاجتهاد الجماعي.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار