في إطار تعزيز علاقات التعاون مع الوكالات الدولية المَعنيّة بالعمل الإنساني والتبادل الثقافي والمعرفي، استقبل معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو الأمين، العام للمجمع في مقر المجمع بمدينة جدة يوم الاثنين 10 من شهر صفَر لعام 1447هـ الموافق 4 من شهر أغسطس لعام 2025م، وفدًا رفيع المستوى من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، برئاسة السيدة ناهد حسين، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المملكة العربية السعودية.

هذا، وقد رحّب معاليه بالضيفة الكريمة والوفد المرافق لها منوّهًا بالدور البارز الذي يضْطلع به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مكافحة الفقر، ودعم المجتمعات الضعيفة حول العالم، كما قدّم للوفد نبذة تعريفية بالمجمع باعتباره أحد أهم الأجهزة المنبثِقة عن منظمة التعاون الإسلامي، ويمثّل المرجعية الأولى للدول الأعضاء بالمنظمة والمجتمعات المسلمة، فيما يخص بيان الأحكام الشرعية في النوازل والقضايا المستجدة التي تهمّ المسلمين في جميع أنحاء العالم، كما أكد على أن المجمع يُعنى بتقديم الصورة الحقيقية للإسلام القائمة على قِيَم الاعتدال والتعايش السلمي، كما نوّه بأن المجمع قد سبق أن أصدر قرارات تدعم توظيف الأدوات الشرعية، مثل: الزكاة والأوقاف في مكافحة الفقر في المجتمعات.

من جانبها، شكرت السيدة ناهد حسين معاليه على حفاوة الاستقبال وحُسن الضيافة، مُبدِيَةً سعادتها بزيارة المجمع، وأوضحت أن هدف الزيارة هو اللقاء بالمسؤولين في منظمة التعاون الإسلامي والمجمع لتبادل الأفكار، وبناء شراكة فاعلة في مجال العمل الإنساني والتنموي على صعيد المنطقة والعالم، وأكدت حرص البرنامج الإنمائي على مدّ جسور التعاون مع المؤسسات الإسلامية الرائدة لتحقيق أثَر مُستدام للمبادرات الإنسانية والتنموية المشتركة، وخاصةً مجمع الفقه الإسلامي الدولي لبناء نموذج ناجح للتعاون متعدّد الأطراف يجمع بين الرؤية الشرعية والقدرات التنفيذية على الأرض.

وقد ناقش الوفد مع معاليه جملة من مجالات التعاون التي يمكن العمل عليها بشكل مشترك في المرحلة المقبلة، منها: تنظيم مؤتمرات وندوات مشتركة حول حوْكمة الأوقاف، وذلك بهدف تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في إدارة الأوقاف، بما يضمن تعظيم الاستفادة التنموية منها، بالإضافة إلى توجيه أموال الزكاة لدعم مشروعات الأمم المتحدة الإنمائية، وحول إمكانية تخصيص جزء من أموال الزكاة لصالح وكالات أمَميّة –مثل برنامج UNDP– تعمل على إعادة تأهيل المجتمعات المتضرّرة في المناطق التي مزّقَتها الحروب والنزاعات.

وفي ختام اللقاء، أكد معاليه استعداد المجمع لوضع خبراته الشرعية والفكرية في خدمة المبادرات المشتركة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، سواء عبر إعداد دراسات فقهية داعمة لتوجيه أموال الزكاة والوقف إلى مشاريع الإغاثة والتنمية، أو من خلال المشاركة في الفعاليات الدولية التي تعزّز الوعي بأهمية الشراكة بين المؤسسات الإسلامية والوكالات الأممية في تحقيق التنمية المستدامة.

وقد حضر الاجتماع من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: السيدة زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة للبرنامج في اليمن، والسيدة كريمة نهما، المستشارة الإستراتيجية للبرنامج في اليمن، والسيدة فرح، رئيسة قسم الشراكات، والسيد عبدالرحمن الغامدي من مكتب UNDP في الرياض، ومن المجمع: السيد محمد وليد الإدريسي، مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة، والدكتور الحاج مانتا درامي، رئيس قسم التعاون الدولي والعلاقات الخارجية.