لدى استقباله سعادة مندوب فلسطين لدى المنظمة أكد معاليه على مركزية القضية الفلسطينية لدى علماء الأمة

استقبل معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، يوم الثلاثاء 4 من شهر صفر لعام 1447هـ الموافق 29 من شهر يوليو لعام 2025م في مقر المجمع بمدينة جدة، سعادة السفير هادي شبلي، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي، ويرافقه نائب المندوب الدائم سعادة المستشار نسيم الزعانين.

وفي مستهلّ اللقاء، أعرب معاليه عن تقديره الكبير لمؤتمر فلسطين الذي عُقد في مدينة نيويورك مؤخَّرًا، مشيرًا إلى أهمية المؤتمر بوصفه منصة دولية لإبراز معاناة الشعب الفلسطيني، وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وخَرْقه المستمر للقوانين الدولية.

وأشاد معاليه بالجهود المقدَّرة التي بذلتها المملكة العربية السعودية لضمان انعقاد هذا المؤتمر الآنِيِّ المهم تقريرًا وتأكيدًا على التزامها التاريخي والثابت تجاه قضية فلسطين، باعتبارها القضية الأولى في وجدان كل مسلم وكل إنسان حُرٍّ، مهنّئهًا القيادة الرشيدة بالمملكة على النجاح الباهر والأثر العميق في تغيير الرأي العام الدولي والإنساني تجاه القضية الفلسطينية.

وأشار معاليه إلى تحفّظه على استخدام مصطلح “المساعدات الإنسانية”، وذلك اعتبارًا بكونه مصطلحًا يُوهِم أن الوضع في فلسطين طبيعي وعادي، والحال أن الوضع الحاليّ ليس طبيعيًّا ولا عاديًّا، وليس من صنع الخالق جلَّ في علاه، بل إنه وضعٌ اصطنعه الاحتلال الغاشم ولا يزال يوسِّعه، وهذا الوضع يحتاج إلى معالجة عاجلة عادلة من خلال رفع الحصار الظالم المفروض على عموم فلسطين وعلى قطاع غزة خاصة، ومن خلال تمكين الفلسطينيين وخاصة الأطفال والنساء والعَجَزة من العيش عيشًا كريمًا يليق بالإنسان الذي كرّمه الله.

كما بيّن معاليه أن المجمع يعمل باستمرار على إبراز القضية الفلسطينية من خلال إصدار البيانات الرسمية، والقرارات العلمية الداعمة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وكذلك من خلال مشاركات معاليه في المؤتمرات والندوات الدولية، وآخرها الكلمة التي ألقاها معاليه في بداية هذا الشهر في مجلس اللوردات البريطاني، حيث أكد فيه أن العالَم الحُر –بما فيه الشعب البريطاني– يرفض جميع الجرائم التي ترتكب في حق الفلسطينيين، كما أكد أن ما يقوم به الكيان الصهيوني المحتل في فلسطين من تجويع وقتل للمدنيين وبخاصة الأطفال والنساء والعَجَزة لا يمثل الديانة اليهودية التي تحرّم سفك الدماء، وهَتْك الأعراض، وإبادة الممتلكات، ويعدّ كل ذلك في التوراة محرَّمًا، وتطرُّفًا، والتطرف لا دِينَ له ولا لونَ ولا عِرقَ له.

وفي ختام كلمته، جدَّد معاليه التأكيد على استعداد المجمع لتبَنِّي المبادرات والمقترحات العملية التي تقدّمها المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي، نصرةً للحق الفلسطيني، ودعمًا لصموده المشروع.

ومن جانبه، عبّر سعادة السفير عن شكره الجزيل، وتقديره الفائق لمعالي الأمين العام على حُسن الاستقبال، وحفاوة الترحيب، مُشيدًا بجهود المجمع عامة، وجهود معاليه خاصةً في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها، كما اغتنم الفرصة للإشادة بمواقف المملكة العربية السعودية الراسخة والداعمة، وأن مؤتمر نيويورك آكَدُ دليل وأوضحُه على الدعم السعودي للقضية الفلسطينية، كما أشاد سعادته بالبيان الذي أصدره مجلس المجمع في ختام أعمال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر مجلس المجمع التي عُقدت في مدينة الدوحة في مايو 2025م. ثم أشار سعادته إلى أهمية المؤتمرات الدولية في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في أذهان الشعوب وصُنّاع القرار، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ خطوات فعليّة لتعزيز الهُويّة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية، وتسهيل زيارة المسلمين للمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي تحت إشراف الحكومة الفلسطينية.

ودعا سعادته إلى تفعيل فريضة الزكاة في العالم الإسلامي لدعم فلسطين، موضحًا أن القيود المالية التي تفْرضها إسرائيل تُعتبَر حصارًا خانقًا على الموارد الفلسطينية، رغْم تمسُّك الدولة الفلسطينية بمبادئ العدالة واحترامها لجميع الأديان.

وفي ختام اللقاء، أشار سعادته إلى أن معالي الدكتور محمود الهَبّاش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية وقاضي قضاة فلسطين، سيتولّى التنسيق مع معاليه بشأن مبادرات عملية تُسهِم في تعزيز دور المجمع في نصرة القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني.

هذا، وقد حضر اللقاء الأستاذ حسن كميت، مدير إدارات الندوات والمؤتمرات، والدكتور الحاج مانتا، رئيس قسم التعاون الدولي بالمجمع.

اقرأ ايضا

يدعو معاليه في مؤتمر مستجدات التقنين في المالية الإسلامية إلى دعم جهود التقنين بوصفه مظهرًا من أهمّ مظاهر تجديد الفقه الإسلامي في العصر الراهن

28 نوفمبر، 2024|

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى