معالي الأمين العام يدعو من البرازيل إلى إحياء “طريق الحرير الروحي” لإرساء جسور التواصل بين الأمم
5 سبتمبر، 2025

شارك معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، في لقاء القيادات الدينية لدول البريكس الذي انعقد في مدينة (ريو دي جانيرو) البرازيلية يومي 4-5 سبتمبر 2025م، تحت عنوان: “طريق الحرير الروحي: دَور القيَم الأخلاقية في مَدّ جسور التواصل بين الأمَم والقارّات”.
وفي كلمته الافتتاحية، أعرب معاليه عن تقديره البالغ لمنظّمي هذا اللقاء “التاريخي المبارك”، مشيدًا بجهود سعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بأبوظبي، وسماحة الشيخ راوي عين الله، رئيس إدارة مسلمي روسيا والمفتي العام على ما بذَلاه من جهود مقدَّرة لتنظيم هذا المؤتمر الآنِيّ في (ريو) بدولة البرازيل الاتحادية، كما أثنى معاليه على حُسن اختيار موضوع المؤتمر الذي يعكس حاجة البشرية اليوم إلى استلْهام التجارب التاريخية في ترسيخ قيَم الرحمة والتعايُش والتضامُن. وقال: “إن هذا العنوان البليغ يلخّص في طيّاته حِقْبة مُشرِقة من تاريخ الإنسانية، عاشت فيها البشرية أزهى عصور الازدهار والاستقرار، وتفيّأت ظلال الأمْن والأمان، يومَ غلَب التسامُح على التنازُع، وحَلَّ التضامُن محلّ التصارُع، وساد التعاوُن بدل التقاطُع”. ثم أوضح معاليه أن “الطريق الحريري” لم يكن مجرَّد مَمَرّ للبضائع، بل كان “جسرًا نابضًا يصِلُ بين الحضارات، ويُمهّد للحوار، ويُتيح تبادُل المعارف والقيَم”. وأكد أن التجّار الذين عبَروا طُرُقَه لم ينقلوا الحرير والتوابِل فحسْب، وإنما حملوا معهم قيَم الرحمة والعدل والوفاء والتسامُح، وهي –على حدِّ قوله– “العُملة الحقيقية للتعاون والتعايش بين الشعوب”.
ثم أشار معاليه إلى أن عالَم اليوم، رغم التقدّم التكنولوجي والرقمي، يواجِه أزمات متلاحقة من صراعات وانقسامات وتدهْوُر بيئي، وأن تجاوُز هذه التحديات لا يكون بالقدرة المادّيّة وحدها، بل بضرورة التمسّك بالقيَم الجامعة. وأضاف: “لا يكفي التقدّم المادّي وحده لإرساء السلام والوئام؛ بل نحن أحوج ما نكون إلى بوْصلة أخلاقية تستلْهم قيَمنا الإنسانية الجامعة: الرحمة، والعدل، والكرامة، والتضامُن”، كما أكد معاليه أن الحديث عن “طريق الحرير الروحي” ليس مجرد استدعاء للماضي، وإنما هو “رؤية للمستقبل” تقوم على بناء جسور راسخة بين العقول والقلوب، وتجعل من التنوّع مصدر قوّة وثراء لا ذريعة للخلاف والانقسام. وقال: “إذا غَرسْنا في قلوبنا وعقولنا قيَم التعاطُف والاحترام المتبادَل، وأقمْنا على أساسها جسورًا راسخة، فإنها ستكون أرسخ وأبقى من أيّ بنْية تحتيّة مادّيّة”.
وشدّد معاليه على أن مواجهة التحديات العالمية المتفاقِمة، من الحروب والفقر والأوْبئة إلى التغيّر المناخي، لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال “تجسيد حقيقي شامل ومتكامل لروح التضامُن والتعاون والتآزُر والتسانُد، على أساس راسخ من قيَم الرقيّ الإنساني”.
ثم اختتم كلمتَه بالدعاء أن يكون هذا اللقاء محطة مضيئة في سبيل ترسيخ تلك الرؤية، قائلًا: “طُرق التجارة قد تندثِر وتزول، وأما القيَم الأخلاقية والمشتركات الإنسانية التي قامتْ عليها، فإنها ستظلّ خالدة وضرورية لاستمرار الحياة، ولضمان دوام السعادة والهناء لبَني الإنسان في أرجاء المعمورة”.

 

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى