أمانة المجمع تَنْعَى فضيلة الأستاذ الدكتور حسن أبو غدة -رحمه الله-، أحد طلاب العلامة محمد الحبيب ابن الخوجة

رحمك الله يا أستاذي حسن أبو غدة

إنا لله وإنا إليه راجعون

قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)}

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا..

حقاً، إنه عام ليس ككل الأعوام، وشهر ليس ككل الشهور، بل أسبوع ليس ككل الأسابيع..

كم فجعت الأمة بنبأ انتقال كوكبة من الأعلام الكبار العظام إلى رحمة ربهم ورضوانه خلال هذا العام..

أعلام من الموقعين عن رب العالمين نذروا حياتهم لخدمة العلم عامة ولخدمة الفقه الإسلامي خاصة..

أجل.. لم تجف بعد مآقينا من الحزن الشديد على فراق فقيهنا وأستاذنا العلامة الشيخ عبد الستار أبو غدة..

ها هي تي المنية تحرمنا وتحرم المتفقهة في أقل من أسبوع من ذي فقه رصين، وصاحب إبداع رزين.. إنه أستاذنا الفقيه المحقق المدقق المبدع البارع الدكتور حسن أبو غدة -رحمه الله-..

جير، كان الإبداع والابتكار حاضرين دوما وأبدا في محاضراته ودروسه، ومناقشاته..

أشهد بأنني ما زرته قط في مكتبه بجامعة الملك سعود إلا أفادني بنفحة فقهية عميقة جزلة..

لقد كان دائم التبسم نلمس فيه هيبة العالم، ووقار العابد، وسكينة الناسك، وحصافة المربي.. كان قريبا إلى قلوبنا، حاضرا في أذهاننا، مؤثرا في سلوكنا..حريصا على تحصيلنا العلمي، ومتفقدا لأحوالنا..

إن أنس فلن أنسى ذلك اليوم المبارك عندما تشرف بحضور مناقشة رسالتي للماجستير بصحبة أستاذ الجيل العلامة الفهامة الأستاذ الدكتور نعمان السامرائي..

لن أنسى إصراره وإلحاحه علي على ضرورة مواصلة دراسة الدكتوراه بجامعة الزيتونة.. وسعى بنفسه في تحقيق ذلك، حتى من الله علي بنيل شرف الحصول على دكتوراه الدولة من تلك الجامعة العريقة في أرض تونس الخضراء..

رحمك الله يا أستاذي، وجزاك عني وعن جميع طلابك ومحبيك خير ما جزى أستاذا عن تلميذ.. ورضي عنك المولى العظيم، وعن شيخك وشيخ الجميع العلامة محمد الحبيب ابن الخوجة، الأمين المؤسس لمجمع الفقه الإسلامي الدولي..

إي، حقيق علي وعلى كل من نال شرف التتلمذ والنهل من فقهك الأصيل، وخلقك الأثيل أن ندعو لك بالرحمة والمغفرة والرضوان.. عسى الله أن يتقبلك ومن سبقوك من مشايخنا وأساتذتنا وأحبتنا في هذا العام في النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. في جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر

تعازينا الخاصة، وتعازي المجمع رئيسا، وأمينا، وأعضاء، وخبراء..

عظم الله أجرنا وأجر كل من أحب أستاذنا، ودعا له بالرحمة والغفران، وألهم أهله وذويه ومحبيه وطلابه الصبر والسلوان والرضوان بما قضى المنان..

تلميذك/ قطب سانو

أمين عام المجمع..

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى