استقبل معالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو بمكتبه بجدة صباح يوم الاثنين 29 ربيع الثاني 1442هـ الموافق 14 ديسمبر 2020م سعادة القنصل العام والمندوب الدائم لفرنسا لدى منظمة التعاون الإسلامي السيد مصطفى ميراج.
ورحب معاليه بضيفه الذي جاء ليهنئه على مباشرته مهامه أمينا عاما للمجمع، ومن أجل التشاور مع معاليه حول سبل تعزيز التعاون والشراكة بين المجمع والمؤسسات المسؤولة عن إدارة الديانات في فرنسا.
بعد أن شكر معاليه سعادته على تهنئته، وزيارته في هذه المرحلة التي تشهد العلاقات الفرنسية مع العالم الإسلامي اضطراباً ومنعطفاً غير مريح، تحدث معاليه عن تلك المسؤولية الفكرية والعلمية التي يناط بالمجمع بوصفه الذراع الشرعية لمنظمة التعاون الإسلامي، وبصفته المرجعية الفكرية الأولى للأمة الإسلامية وللمجتمعات المسلمة فيما يخص بيان الأحكام الشرعية في القضايا التي تهم المسلمين في جميع أنحاء العالم.
كما تطرق معاليه في حديثه إلى أهمية التعرف على سيرة رسول الإسلام محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي كان نموذجاً فريداً للرحمة والعدالة والصفاء والنقاء والطهارة، إذ لا يوجد في سيرته جانب يخشى من إبدائه أو الاعتزاز به، كما لا يعرف له في تاريخه منقصة أو مذلة، مما يجعله -صلى الله عليه وآله وسلم- القدوة للمسلمين ولغيرهم في الإنصاف والإنسانية والمروءة، والمودة، والمحبة.
وتطرق معاليه في حديثه إلى أن أولئك الذين يتعرضون بالإساءة إلى هذا النبي الكريم إنما يعود ذلك إلى جهلهم الفادح بسيرته العطرة، وإنسانيته الفذة، الأمر الذي يجعل الحاجة ماسة إلى مزيد من التعاون بين المجمع والجهات العلمية والمؤسسات الفكرية في فرنسا من أجل تعريفهم بالرسول الكريم، وبيان ما تحمله الشريعة التي أتى بها بياناً يقوم على الوسطية والانفتاح والابتعاد عن الغلو والتطرف والعنف.
كما عبر معاليه لضيفه عن رفض المجمع جملة وتفصيلاً لكل توظيف للإسلام وتعاليمه من أجل تسوية حسابات سياسية أو تأجيج الصراع والصدام بين شعوب العالم، مؤكداً على حرمة الدماء تحريماً قاطعاً، وعلى براءة الإسلام من كل من دم يسفك باسمه، وعلى براءته من العنف بجميع أشكاله. كما أكد معاليه لضيفه استعداد المجمع للإسهام من خلال أعضائه وخبرائه المشهود لهم بالاعتدال والعلم على تصحيح الصورة النمطية المنسوجة المغلوطة حول حقيقة الإسلام وجوهره ورسوله سواء من قبل من يجهلونه أو من قبل من يستغلونه لأغراض مشبوهة، فضلاً عن استعداد المجمع للتواصل مع الجالية المسلمة في فرنسا من أجل محاربة التطرف والغلو بجميع مظاهره وأشكاله في الفكر أو السلوك، ومن أجل تصحيح كل المفاهيم التي تتعارض مع أصول الإسلام ومقاصده.
وشكر المندوب الدائم لفرنسا معاليه على ما قدمه من معلومات ضافية عن رسالة المجمع، وعن الدور الكبير الذي ينهض به في مجال التوعية، والإرشاد، وتصحيح المفاهيم، كما عبر سعادته لمعاليه عن رغبة فرنسا الدائمة في توثيق علاقات التعاون والتواصل مع شعوب العالم الإسلامي، منوهاً عن أسفه الشديد للتأويل غير الدقيق لكلام رئيس الجمهورية الأخير الذي وصفه بأنه يكن الاحترام كل الاحترام للإسلام ولكل الأديان التي يمارسها المواطنون الفرنسيون، مؤكداً بهذا الصدد بأن فرنسا ليست ضد الإسلام ولا ضد المسلمين، وأكبر دليل على ذلك أن الدين الإسلام يعد ثاني أكبر ديانة في فرنسا، وهنالك ستة ملايين مسلم فرنسي مندمجين اندماجاً تاماً مع قيم ومبادئ الجمهورية الفرنسية، وأن ٩٩% من أولئك المسلمين في فرنسا ليس لهم أي خلاف مع الدولة، وأن الصدام الحقيقي قائم بين الدولة والمجموعات التي لا تؤمن بمباديء وقيم الجمهورية وخاصة مبدأ حرية التعبير وعلمانية الدولة. ورحب سعادته ترحيباً حاراً باستعداد المجمع للتواصل مع الحكومة الفرنسية والجالية المسلمة في فرنسا من أجل تحقيق الانسجام والاندماج الإيجابين.
وفي نهاية زيارته أخبر سعادته معاليه بأنه سيسعى إلى تنظيم زيارة عمل ولقاء قريب بين معاليه والوزارة والجهات الفرنسية المسؤولة عن الديانة الإسلامية، أملاً في مزيد من علاقات التعاون والتواصل بين المجمع وفرنسا.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار