كلمة الدكتور أحمد عبدالعليم الترحيبية لأمين المجمع الجديد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين أجمعين، وبعد

معالي الأستاذ الدكتور أحمد خالد بابكر حفظه الله تعالى

أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي

السلام عليكم ورحمته وبركاته، وبعد:

يسعدنا بأمانة المجمع أن نرحب بكم في مجمعكم، أمينا له. ونقول إنه لمن دواعي سرورنا أن نعمل مع معكم وبتوجيهاتكم.

وقبل أن نهنئكم ونبارك لكم نيل ثقة أمانة منظمة المسلمين بتولي أمانة المسؤولية لهذا الصرح الكبير، الذي يعد مرجعية فقهية عليا للأمة الإسلامية، في مشارق الأرض ومغاربها، نهنئ أنفسنا بذلك، وأرجو أن تسمحوا لي بأن أقول: لا يغيب عن كريم علمكم معالي الأمين: بإن موقع المجمع بين المؤسسات العلمية والفقهية الإسلامية عظيم، وإن أمر المهام التي نيط به تحقيقها من قبل قادة الأمة، من الملوك والرؤساء في قرار تأسيسه، كبير وجليل، وإن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إليه يوجهون أنظارهم، وعليه يعقدون آمالهم لإنجاز الكثير والكثير.

وإنه قد مر على إنشاء مجمعنا ما يزيد على ربع قرن من الزمان، أبلى فيها القائمون عليه من رؤساء وأمناء وأعضاء وخبراء وباحثين، بلاء حسنا، فناقشوا العديد من القضايا التي تهم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، في مختلف المجالات: الاقتصادية، والطبية، والاجتماعية، والثقافية، وأصدروا بشأنها القرارات التي وضحت أحكام الشرع الحكيم فيها، سندهم في التوصل إليها، الأدلة الشرعية من الكتاب الكريم والسنة النبوية، ومسلكهم في الوصول إليها هو طريق الاعتدال والوسطية، الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، ولاغلو ولاتحلل، ليس لهم من وراء ذلك غاية ولا هدف سوى بيان الحق، وتحقيق مقاصد الشريعة الغراء، التي جاءت لخير البشرية، وإسعادها. وبفضل الله وتوفيقه قد صارت تلك القرارات مرجعا هاما للفقهاء والباحثين والدارسين، في شتى المجالات، ومختلف المؤسسات والهيئات.

كما أنه وبفضل الله وتوفيقه، وبفضل حسن إدارة من قاموا على أمره منذ أن أراد الله تعالى له أن يكون، وبما منحهم من علم وفضل، وسديد رأي، جاءت تلك القرارات معبرة عن جميع أطياف الأمة على اختلاف مذاهبها، مما جعل المجمع يظل بعيدا عن التجاذبات الفكرية، والخلافات المذهبية.

هذا وإن عظم موقع المجمع، وجليل مهامه، وما يعقد عليه من الآمال، وما تم إنجازه، يجعل مسؤولية من يقومون عليه جسيمة، وواجباتهم قبله عظيمة. وإننا على ثقة من أنكم معالي الأمين -إن شاء الله تعالى- لتحمل المسؤولية والقيام بحقها أهل، كما أننا على ثقة من أنكم بتوفيق الله وعونه وما منحكم من حكمة، وثاقب نظر، وسديد رأي، سوف تقودون زمامه، وتديرون أمره على خير ما يكون، كما أننا على ثقة من أنكم سوف تثرون مسيرته، وتضيفون إلى رصيده الذي صار محلا للفخار. ونتطلع بل ونطمح إلى أن يحقق مجمعنا في عهدكم و بحسن إدارتكم الكثير والكثير. وقد تأكدت تلك الأمور لدينا من خلال: أحاديثكم معنا في الأيام القليلة الماضية، التي كشفت عن صادق عزمكم على النهوض به، وقوي تصميمكم على أن تكون المرحلة القادمة من عمره، مرحلة تطوير لعمله، وتفعيل لدوره، كما أكدتها مسيرتكم الطويلة مع مجمع الفقه بالسودان، والتي سوف تسهم خبراتكم فيها في تحقيق ما تنشدون، وتعينكم بإذن الله تعالى، على الوصول إلى ما تريدون.

ويعززها ما لمسناه في شخصكم الكريم من دماثة الأخلاق، التي يعلوها تواضع، ولين خطاب، الذي هو دليل علمكم وفضلكم.

لأجل هذه الأمور وتلك يسرنا جميعا أن نهنئكم بنيل ثقة أمانة منظمة المسلمين، بتولي مسؤولية عمل أمانة مجمعنا. كما يسعدنا ويشرفنا أن نعمل فيها بإشرافكم، وبكريم توجيهاتكم، لتتواصل المسيرة المباركة، وتتحقق الآمال المعقودة عليه، وتنجز الأهداف المرجوة منه، والتي ينتظرها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها من مؤسستنا. راجين الله تعالى أن يمنحكم عونه لأداء الأمانة، وأن يهبكم توفيقه للقيام بأعباء المسؤولية. كما نرجوه أن يوفقنا لأن نكون عونا لكم على تحقيق ذلك، حتى ينهض مجمعنا برسالته ويتمكن من تحقيق أهدافه، التي تعود خيرا على الأمة الإسلامية جميعها.

هذا ولما كان شكر أهل الفضل ومن أجرى الله على أيديهم النعم من آدابنا الإسلامية، و أنه لا يشكر الله فيها من لا يشكر الناس، يشرفنا أن نتوجه بعظيم الشكر والامتنان، ووافر التقدير وأجل الاحترام إلى: معالي الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي. الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ومعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد. رئيس مجلس المجمع، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، على اختيارهم لمعاليكم أمينا لمجمعنا، ويسعدنا أن نقول لهم -حفظهما الله تعالى- : لقد وفقتم في الاختيار، وهو وإن دل فإنما يدل على عظيم حرصكم على المجمع، وشريف غايتكم في تحقيقه لأهدافه ورسالته، وصادق رغبتكم في صون مسيرته. ولا يفوتنا أن نذكر بكل التقدير والاحترام، ما بذلوه من جهود في خدمة المجمع في الفترة الماضية التي خلا فيها منصب أمينه، فشكر الله لهم الجهود، وأدام عليهم نعمة التوفيق والسداد، وجزاهم عن كل ما قدموه للمجمع وللمسلمين خيرا. وإن شاء الله تعالى، سوف يتحقق بكريم اختياركم ما فيه ترغبون، ويتم بتوفيقه ما أنتم إليه تطمحون.

ومن تمام الشكر أن نذكر كل من كان له في رسم صورة المجمع بصمة، ومن بذل في إثراء مسيرته جهدا، ومن أنفق في العمل على تحقيق أهدافه وقتا، فبكل التقدير والاحترام نذكر: سماحة الشيخ الدكتور صاحب الفضل والفضيلة -المغفور له بإذن الله تعالى- بكربن عبد الله أبو زيد. الرئيس السابق للمجمع، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، الذي لم يبخل على المجمع بجهد، ولم يضن عليه بوقت، ولم يكتم في سبيل الوصول إلى الحق، وإثراء مسيرته العلمية والفقهية علم ولا فكر، فقد قدم من خلاله للمسلمين الكثير والكثير. ولا نملك إلا أن نرجو الله تعالى، أن يعظم له الأجر والثواب، وأن يسكنه فسيح الجنان، جزاء ما قدم للمسلمين. كما نذكر بكل التقدير والاحترام. خلفه الكريم. سليل العلماء وربيب الفقهاء، العالم المدقق والفقيه المحقق، والخطيب المفوه، والسياسي الموفق، معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد. رئيس المجمع، رئيس المجلس الأعلى للقضاء بالمملكة العربية السعودية، إمام وخطيب المسجد الحرام، الذي يواصل بفضل الله تعالى المسيرة، ولا يبخل بجهد ولا بوقت، ولا يضن بعلم ولا نصيحة، رغم كثرة مشاغله وتزاحم مسؤولياته، أمد الله في عمره، ووفقه لخدمة دينه وأمته. وبكل التقدير والاحترام نذكر سماحة الشيخ الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة الأمين العام الأسبق للمجمع، الذي بد أ مسيرة أمانته المباركة منذ تأسيسه، ومنحها من شريف فكره وكريم علمه فجزاه الله خيراً وأمد في عمره ومتعه بالصحة والعافية -آمين-، والشكر موصول لمعالي الأستاذ الدكتور عبد السلام داود العبادي، الأمين السابق للمجمع. والذي قدم له رغم قصر المدة التي قضاها في إدارة أمانته، الكثير من غزير علمه وكريم فكرة و واسع خبراته، وقد كان يعتزم لتطوير مسيرة عمله الكثير والكثير، فجزاه الله خيرا عما قدم، وجزاه خيرا عما اعتزم، ووفقه في قادم أيامه، لخدمة الإسلام والمسلمين.

والشكر الواجب والتقدير الوافر والاحترام الكامل، يشرفنا أن نقدمه إلى: دولة المقر المملكة العربية السعودية، التي على أرضها الطيبة المباركة مهد الإسلام ومهبط الوحي بالقرآن، المجمع نبت، وبفضل الرعاية السامية له من حكامها الأفذاذ نما واشتد عوده واستوى على سوقه، فمنذ نشأته في عهد -المغفور له بإذن الله تعالى- خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز -الذي نرجو الله تعالى أن يجزيه عن كل ما قدم للمجمع وللمسلمين خير الجزاء، وأن يجعل مسكنه فسيح الجنان- وحتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك: عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله تعالى ورعاه- ومملكة الخير لم تأل جهدا لرعايته، ولم تدخر وسعا في دعمه، فقد أولته عظيم اهتمامها، وكريم رعايتها. فجزى الله ولاة أمرها وشعبها، على ما قدمت وتقدم للمجمع وللمسلمين خير الجزاء، وأدام على ربوعها نعمة الأمن والاستقرار والازدهار، في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، الذي ندعو المولى تبارك وتعالى، أن يمد في عمره، وأن يديم عليه نعمة العون والتوفيق، والصحة والعافية آمين.

والشكر موصول للدول الإسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي على ما تقدمه للمجمع من دعم، وما توليه له من رعاية، فجزي القائمين عليها خيرا، وشكر لهم.

وفي الختام نقول لكل من يهمه أمر المجمع في سائر البقاع وشتى الأصقاع من الأعضاء والخبراء، ومن هم بشؤونه من المهتمين: إن أمانة مجمعكم قد أسندت إدارتها إلى من هو لها أهل، وإن مسيرته العلمية والفقهية سوف تستمر، وإن المنهج العلمي والفكري الذي سلكه منذ نشأته، لن يحاد عنه. فمجمعكم يقوم على أمره، ويدير شأنه، عالمان فاضلان، وشيخان جليلان، هما: معالي الأستاذ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، ومعالي الأستاذ الدكتور أحمد خالد بابكر، يعينهم على ذلك بعد الله سبحانه وتعالى. علماء أجلاء من أعضاء وخبراء، وباحثين وإداريين، من سائر بلاد المسلمين. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم وبارك على حبيبه ومصطفاه، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

عنهم. د/أحمد عبد العليم عبد اللطيف أبو عليو

مدير إدارة الدراسات والبحوث، والتقريب بين المذاهب

مجمع الفقه الإسلامي الدولي

مجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى