معالي الأمين العام يشارك في المؤتمر العالمي عن الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية بأبو ظبي
8 نوفمبر، 2023

شارك معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، في المؤتمر العالمي الثاني بعنوان “نحو الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية: المنهجيَّة الحضارية، والتطبيقات الواقعية، وأخلاقيات الاستدامة” الذي نظمه مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي خلال الفترة الواقعة ما بين23-24 من شهر ربيع الثاني لعام 1445هـ الموافق 7-8 من شهر نوفمبر لعام 2023م بمدينة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

هذا، وقد ألقى معاليه كلمة رئيسة في الجلسة الثالثة التي كانت بعنوان الفتاوى الشرعية في مجال القضايا الطبية واستيعابها للمستجدات العلمية مستهلا كلمته بتقديم جزيل الشكر وعظيم الامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة على تنظيم هذا المؤتمر العلمي الآني المهم في الوقت الذي يشهد فيه عالمنا المعاصر طفرة نوعية ووفرة كمية في أنواع المستجدات العلمية التي لا مناص من التعامل معها توجيها، وتسديدا، وترشيدا، وذلك استنادا إلى الأصول العامة للشريعة، والمقاصد الكلية، والموازنة بين المصالح والمفاسد، ومآلات الأفعال. وأوضح معاليه قائلًا: “إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي بوصفه أكبر مرجعية معاصرة للاجتهاد الجماعي اختار منهجا رصينا للتعامل مع المستجدات العلمية، قوامه تكامل الفقهاء مع الخبراء في كافة المجالات العلمية المتاحة وبخاصة في مجال الطب والاقتصاد والاجتماع، بحيث يعتمد المجمع في إصداره القرارات الشرعية في القضايا الطبية على ما يوفره المختصون من تصورات واضحة ومعلومات دقيقة عن حقيقة المستجد العلمي نشأة، وغاية، وأثرا مع بيان موقعه في سلم المصالح الضرورية والحاجية والتحسينية، ثم تعرض تلك التصورات المقدمة من أهل الاختصاص على مجلس المجمع بحضور أعضائه وخبرائه بغية بيان الحكم الشرعي المناسب له في ضوء ما تحقق لدى الأعضاء من استيعاب غير مغشوش للمستجد، وإدراك دقيق للغاية والأثر المترتب على الحكم الشرعي المناسب له”. ثم تحدث معاليه عن الإجراءات التي يتبعها المجمع عند إصدار القرارات والتوصيات، فقال: “إن مجلس المجمع يحرص عند إصداره قراراته وتوصياته على التزام الموضوعية والتجرد في الطرح والمناقشة، وينفتح في أحكامه على المذاهب الإسلامية المعتبرة، ولا يتقيد بمذهب بعينه من المذاهب الفقهية القديمة، وذلك اعتبارا بأن هذه المستجدات لا يمكن نسبة أحكامها إلى أئمة المذاهب السابقين لكونها مسائل مستحدثة في الملة لم تعرفها ساحتهم.”، كما أوضح بأن المجمع يتريث في كثير من الأحيان في إصدار القرارات معللا لذلك بقوله: “على أنه من الحري تقريره أنه في كثير من الأحيان يؤجل المجمع البت في إصدار قرارات وتوصيات إزاء العديد من المستجدات، وذلك عند عدم توافر الاستيعاب الشرعي المنشود والشامل للمستجدات العلمية، تجنبا من التسرع في إصدار قرارات لن تسلم من النقد والمعارضة، وطمعا في تعميق الدراسات والتحقيقات حول المستجدات. ولهذا، فإن الناظر في كتاب قرارات وتوصيات المجمع يجد عددا كبيرا من المسائل والمستجدات التي أجل المجمع بيان حكمها إلى دورات قادمة..”. وأكد معاليه بهذا الصدد إلى أثر هذا المنهج في تمتع قرارات وتوصيات المجمع بالقبول، فقال: “إن هذا المنهج المتين في التعامل مع المستجدات العلمية عموما والقضايا الطبية خصوصا جعل من قرارات المجمع وتوصياته محل قبول واسع لدى الدول والمؤسسات، وإنني أحسب أن توصيات هذا المؤتمر ستمثل نقلة نوعية في بيان تلك الخطوات المنهجية المعينة على حسن استيعاب المستجدات العلمية، كما أنها ستتضمن تطبيقات واقعية تجعل التعامل مع المستجدات العلمية أمرا ميسورا واضح المعالم، فضلا عن أنها ستعزز التعاون والتكامل بين علماء الشريعة وأهل الاختصاص في كل فن من الفنون الحديثة”، وختم معاليه حديثه بالتعبير عن تطلع المجمع إلى ” الاستفادة القصوى من توصيات المؤتمر، ويحدوه أمل في مزيد من علاقات التواصل والتنسيق مع مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي فيما يتصل بهذا الموضوع المهم تمكينا للمسلم المعاصر من معرفة أحكام الشرع في المستجدات العلمية في يسر وسهولة..”

وختم معاليه كلمته بالتضرع إلى المولى الكريم أن يجزي عن الأمة خير الجزاء دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا، وأن يحفظ سماحة الوالد العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، ويمتعه الصحة والعافية، وينفعنا والأمة والعالم بعلمه وفكره.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار