د. أحمد عبد العليم عبد اللطيف، مدير إدارة الدراسات والبحوث بمجمع الفقه الإسلامي الدولي.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
أكتب هذه السطور تقديرا ووفاء لمعالي الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، بمناسبة قرب انتهاء ولاية عمله أمينا عاما للمنظمة، والتي تنتهي بنهاية هذا العام 2013م، كما أكتبها تقديرا وترحيبا بمعالي الأستاذ الدكتور إياد أمين مدني، الأمين العام القادم للمنظمة، بمناسبة تعيينه أمينا عاما للمنظمة، ولما للمنظمة من أهمية عظيمة ومكانة رفيعة، في بلاد المسلمين وغيرها.
وقبل حديثي عن الفاضلين أميني عموم المنظمة أود أن أذكر نبذة مختصرة عن منظمة التعاون الإسلامي.
منظمة التعاون الإسلامي
منظمة التعاون الإسلامي (المؤتمر الإسلامي سابقا)، هي منظمة دولية تتمتع بعضوية دائمة في الأمم المتحدة، تجمع في عضويتها سبعا وخمسين دولة، تعبر مجتمعة تحت شعار واحد عن جميع دول العالم الإسلامي الذين يبلغ تعدادهم ما بين: 1,3 مليار إلى 1,5 مليار نسمة، وينتمون إلى بقاع وأجناس وألوان مختلفة في كثير من البقاع.
وقد أنشأت المنظمة لتكون منبرا للدول الإسلامية تتشاور من خلاله فيما يهم، لتتوصل فيه إلى قرار واحد، وتتحدث عنه بصوت واحد، بغية تحقيق هدف واحد هو مصلحة الأمة الإسلامية بتقوية سبل التضامن والتعاون فيما بين مكوناتها في المجالات والأحوال المختلفة، السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية.
وتأسست المنظمة في الرباط المملكة المغربية في: 25 أيلول 1969م، حيث عقد أول اجتماع لها بين زعماء العالم الإسلامي بعد حريق المسجد الأقصى في: 21 آب 1969م، وقد طرحت فيه مبادئ الدفاع عن شرف الأمة وكرامتها، متمثلة في القدس وقبة الصخرة، في محاولة للتذكير بالمشتركات بين جميع الدول الإسلامية.
وضمانا للتواصل وتنسيقا للعمل بين الدول الأعضاء تبنى المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الخارجية المنعقد في جدة في آذار: 1970م والذي انعقد بعد مضي ستة أشهر من الاجتماع الأول للزعماء، إنشاء أمانة عامة للمنظمة.
ومنذ ذلك الحين وبفضل الله وتوفيقه بدأت المنظمة في القيام بمهامها بغية تحقيق أهدافها التي أنشأت من أجلها، مستعينة بالوسائل التي تساعد على تحقيقها، ساعية في إنشاء أجهزة فرعية تساندها في القيام بأعبائها، وتحقيق أهدافها. نعم لم تكن الإنجازات في كثير من سنوات عمر المنظمة ملبية لطموحات وأمنيات الشعوب والزعماء، كما لم تكن على مستوى التطلعات، لأسباب سياسية واقتصادية وغيرها، ولكن بفضل الله وتوفيقه ومنذ أن تولى معالي الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي مسؤولية عملها عمل على تفعيل دورها، فازداد الشعور بوجودها، كما ازداد سماع صوت كلمتها في مجريات الأحداث.
وقبل أن اشرع في كتابة السطور المقصودة أرجو أن أوضح أنه لا يوجد في العالم من يستطيع أن يحل مشكلات العالم الإسلامي بين لحظة وأخرى، ففضلا عن كون هذه المشكلات كثيرة متعددة، هي أيضا متشعبة ومتشابكة ومعقدة، ومن ثم فليس مطلوبا من الأمين العام للمنظمة زمن ولا يته أن يحل جميعها، لأن هذا ليس بممكن ولا في مقدوره ولا استطاعته، فلا يطالب الإنسان بما ليس في إمكانه أو بما فوق قدرته، قال تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، وإنما المطلوب أن يبذل ما في وسعه لحلها، وأن يعمل كل ما فيه مصلحة البلاد الإسلامية، ودعم التعاون والتضامن والترابط فيما بينها.
كما أوضح أيضا إنني أتكلم بصفتي من مواطني إحدى الدول الإسلامية ممن يحترمون دور هذه المنظمة العتيدة، وبصفتي من موظفي أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي ممن تشرف بالعمل في أحد أجهزة المنظمة برئاسة معالي الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام الحالي للمنظمة، ويقدرون دوره وماقدمه، وممن سيكون لهم شرف العمل برئاسة معالي الاستاذ الدكتور إياد بن أمين مدني الأمين العام الجديد للمنظمة، ومن ثم سوف أتحدث موجزا عنهما بما عرفته أو فهمته عنهما وانطباعاتي نحوهما.
معالي الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي
الأمين العام الحالي للمنظمة
كما هو معلوم فقد تولى معاليه أمانة المسؤولية بالمنظمة في عام: 2005م وقد كانت أول رؤيتي لمعاليه، واستماعي له في: 22 من ذي القعدة 1425هـ، الموافق: 3 من يناير 2005م، في افتتاح منتدى الفكر الإسلامي التابع لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، والذي افتتحه معالي الشيخ الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة الأمين العام الأسبق للمجمع -رحمه الله- بمنزل معالي الأستاذ الدكتورعبد الله نصيف، الذي استضاف افتتاحه في منزله العامر بجدة بحضور كوكبة من السادة العلماء والمفكرين، وقد ألقى معالي الشيخ صالح الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي آنذاك محاضرة بعنوان: العلاقات الدولية بين نهج الإسلام والمنهج الحضاري المعاصر.
وقد تحدث معالي الدكتور أوغلي كغيره من السادة الحضور، ولكن حديثه قد عرّف به، فكان معبرا عن شخصيته موضحا منزلته ومكانته، وما يملكه من ثقافة وفكر، ومعايشة للواقع ومعرفة به وفهما دقيقا له، وأبان أيضا عن أنه يحمل قسطا كبيرا من هموم أمته، عازما على التعامل معه لحل بعضا من مشكلاتها، كما أبان عن أنه واسع الاطلاع سريع البديهة قوي الحجة حصيف الرأي، متمكن من العربية، وكل ذلك قد أكدا استحقاقه وجدارته بتولي أمانة مسؤولية منظمة المسلمين، (التعاون الإسلامي حاليا) (المؤتمر الإسلامي حينئذ)، وبشر بقدوم مرحلة فاعلة لها.
وما إن مضت أيام وحتى تستطيع المنظمة السير على هدى من أمرها وبصيرة، وبعد أن أعاد معاليه ترتيب بيت المنظمة من الداخل، بوضعه الشخص المناسب في مكانه، مستعينا بأهل الخبرة والكفاءة في الدول الإسلامية في معاونته على عملها وإدارة بعض شؤونها، قام بإعداد برنامجه العشري للعمل الإسلامي، مخاطبا به القادة والزعماء لدولنا الإسلامية، موضحا فيه خريطة أولوياته، مشخصا أبرز ما يواجه الأمة من تحديات وما تعايشه من مشكلات، مبينا سبل التعامل معها بواقعية تتناسب مع الأحوال والأزمان. ومن خلال رؤية واضحة عرض فيه للمشكلات الفكرية والسياسية، بغية ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال والتسامح، بمناهضة التطرف ومكافحة العنف والإرهاب، والتصدي لظاهرة كراهية الإسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ومشكلة الكيل بمكيالين في القضايا الدولية المتماثلة، واعتبار قضية القدس الشريف قضية جوهرية للمنظمة وللأمة الإسلامية، والتأكيد على مسؤولية المجتمع الدولي وحكومات الدول لضمان احترام جميع الأديان والعمل على منع الإساءة إليها بكل الوسائل الممكنة. كما عرض فيه للمشكلات الاقتصادية والعلمية التي تعيشها الأمة، بهدف تحقيق قدر من التنمية والازدهار، باستغلال ما يتمتع به العالم الإسلامي من موارد وطاقات، مع إعطاء الأولوية لتعزيز سبل التعاون بين دول الأمة، ومعالجة القضايا المرتبطة بالعولمة والتحرر الاقتصادي والعلوم والتقنية.
كما تعرض فيه لإصلاح ذات البين من خلال العمل على التقريب والحوار بين أتباع المذاهب الإسلامية. وغير ذلك مما ورد في البرنامج العشري.
وبعد أن حظي البرنامج العشري بالاستحسان والقبول من الدول الإسلامية، أسند تنفيذ تفصيلاته للجهات صاحبة الاختصاص في الأمانة العامة للمنظمة وأجهزتها المتفرعة عنها، وظل معاليه يشرف على تنفيذه باهتمام بالغ، مما كان له عظيم الأثر في تفعيل عمل الأمانة العامة للمنظمة وزيادة نشاطاتها ونشاطات أجهزتها المتفرعة.
ومواكبة للحوادث ومسايرة للمستجدات عملت الأمانة العامة للمنظمة وأجهزتها المختلفة على بحث المشكلات والمستجدات ومناقشتها، فلم تتوقف عن عقد الاجتماعات وترتيب اللقاءات مع المسؤولين في الدول الإسلامية، والدول ذات العلاقة وذات التأثير في القرار الدولي، كما لم تتوقف عن إصدار البيانات في شتى المناسبات والأحداث، بما يبرز حقوق المسلمين، ويدعم قرارهم ويقويه.
كل هذه الأمور وتلك جعلت منزلة المنظمة تعلو، ومكانتها ترتفع، وأهميتها تتأكد، وصوتها وقرارها يزداد قوة وتأثيرا، وهو ما حدا بكثير من الدول إلى وضعها في مرتبة أهم المنظمات الدولية بعد الأمم المتحدة كثاني أكبر منظمة على مستوى العالم بعدها، وهو أيضا ما دفع بعض الدول إلى طلب التعاون معها والدخول في عضويتها.
ولم تكن اهتمامات معاليه قاصرة على عمل الأمانة العامة للمنظمة، إنما كانت متشعبة بين سائر أجهزتها، داعمة لعملها، وقد نال مجمعنا (مجمع الفقه الإسلامي الدولي) من ذلك قسطا وافرا، فبعد أن أعاد هيكلته وطور نظامه الأساسي، والذي لبى فيه رغبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله تعالى بطلب تطوير المجمع وإبراز دوره ومكانته وتمكينه من تحقيق أهدافه ليكون مرجعية عامة للدول الإسلامية، كان حريصا على النهوض به ودعم نشاطاته وتعزيز موارده، عاملا على حل ما يعترض مسيرته من مشكلات، مذللا ما يعترضها من عقبات، رغبة منه في تقوية مكانته وتعظيم منزلته وتحقيقه لأهدافه، وقد زاد ذلك الدعم في الفترة الزمنية التي خلا فيها منصب أمين المجمع، حيث كان خفظه الله رغم كثرة أعبائه ومشاغله ومسؤولياته يتابع أعماله ونشاطاته ويدعمها، كما أنه لم يتوقف خلال زياراته للدول الإسلامية عن مخاطبة القادة والمسؤولين فيها لطلب دعمه واستضافة مؤتمره وأنشطته.
ورغم كل ما قدمه للمجمع كان مجلا لعلمائه مقدرا لمكانتهم ومنزلتهم، راجعا إليهم في كل ما يخص عمل المجمع ونشاطاته، كما كان يقف عن حدود قراراته واختصاصاته، فلم يتدخل يوما في شؤون مجمعنا الداخلية إلا بقدر ما يراه داعما لعمله معليا من منزلته رافعا من مكانته.
هذا ولما كان الحديث عن مكانته وأعماله وما قدمه للمنظمة والمجمع وسائر أجهزتها يطول، والمقام مقام شكر وامتنان، كان دعوة لي لأن أوجز قولي إلى معاليه في الآتي:
معالي الامين العام إنكم مدة إدارتكم لعمل المنظمة قد قمتم بواجب أمتكم بكفاءة عالية، وأديتم الأمانة التي تحملتموها عنها على أكمل وجه، فقد أدرتم أمر المنظمة فترة ولايتكم الأولى والثانية بحكمة واقتدار، وعملتم كل ما في استطاعتكم من أجل تطوير عملها وتفعيل دورها، وأرسيتم الكثير من أسس العمل بها، لتتمكن من تحقيق أهدافها، وإنكم بذلك قد لبيتم الكثير من الطموحات والتطلعات.
معالي الأمين العام إن بصماتكم على الكثير مما قدمتموه ستظل شاهدة لكم، وإن جماهير المسلمين من المتابعين والمهتمين بشؤون المنظمة، وموظفي الأمانة العامة للمنظمة وسائر أجهزتها يحترمون لكم ذلك ويقدرونه، وسيظلون يذكرونكم ويذكرون لكم ما قدمتم وما أديتم.
معالي الأمين العام ولما كانت هذه المناسبة مناسبة توديع، والمقام مقام شكر وامتنان، لا أملك إلا أن أختم قولي إليكم بالشكر الجزيل والتقدير الوافر لمعاليكم على كل ما قدمتموه، داعيا المولى تبارك وتعالى أن يجزل لكم المثوبة وأن يعظم لكم الأجر عما قدمتم للمسلمين وما بذلتم من جهد ووقت في سبيل مصالحهم، كما أدعوه أن يمتعكم بمزيد من الصحة والعافية، وأن يوفقكم وينفع بكم أينما حللتم، وأن يعينكم على تقديم المزيد لأمتكم في قابل أيامكم، أمين.
معالي الأستاذ الدكتور إياد أمين مدني
الأمين العام الجديد للمنظمة
أما معالي الأستاذ الدكتور إياد أمين مدني، فهو الأمين العام العاشر لمنظمة التعاون الإسلامي، وهو غني عن التعريف فقد سبقته سيرته التي تعرف بمنزلته وفضله، وتبرهن على تنوع كفاءاته وتعدد تجاربه وقدراته، وما يتمتع به من إرادة ورؤية للواقع، وإن تعدد المناصب الرفيعة التي تولاها، وتنوعها ما بين سياسية وإعلامية واجتماعية، ليعرّف بعالي منزلته ورفيع مكانته، ويدلل على ما يملكه من إمكانات ومؤهلات، وكلها مجتمعة جعلته لتولي منصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أهلا، وللقيام بمتطلباته وشؤونه كفؤا.
هذا وإن اتفاق زعماء الدول الإسلامية في مؤتمرهم الثاني عشر الذي انعقد بمدينة القاهرة في أكتوبر 2005م على توليه ذلك المنصب الرفيع وحيازته لثقتهم برهان ذلك وداعمه.
وهذا يدفعني لأن أعود بالذاكرة لأول رؤية لي لمعاليه -حفظه الله- والتي كانت في ندوة الحج الكبرى في عام 1425هـ الموافق 2005م، ساعة افتتاحه لها وحديثه فيها، ذلك الحديث الذي كشف عما يتمتع به من لباقة وفصاحة وحسن عبارة وحصافة رأي، وثاقب نظر، وأورثني عنه الكثير من طيب الانطباعات التي بقيت في الذاكرة حتى الآن.
هذا وغيره يدعوني لأن أقول لمعاليه: إن زعماء العالم الإسلامي باختياركم أمينا عاما لمنظمة المسلمين قد أحسنوا الاختيار وحالفهم التوفيق، وإن نيلكم لثقتهم هو محل سعادة وتقدير ومباركة لا أقول لجميع من يعملون في المنظمة وأجهزتها، بل ولجميع جماهير المسلمين الذين يعرفونكم ويعلمون فضلكم ومكانتكم.
كما أقول إنكم تتولون أمانة مسؤولية عمل المنظمة وأمتنا تمر بأكثر المرحل دقة في تاريخها، وتواجهه أعظم التحديات وأجل الخطوب في مسيرتها، وإن المسلمين يحلمون بمستقبل واعد وغد مشرق لمسيرة العمل الإسلامي الذي تضطلع به المنظمة، ويعقدون آمالا عراضا على ما تتمتعون به من حكمة وما تملكونه من رؤية وقوة إرادة وعزم، وما تحملونه من فكر وما عايشتموه من تجارب، ويستبشرون بأن المنظمة بقيادتكم مقبلة على مرحلة هامة في مسيرتها، بما يسهم إن شاء الله تعالى في صيانة مسيرتها وتقوية وجودها، ويمكنها من مواكبة الأحداث ومواجهة التحديات، وحل الكثير مما يواجه الأمة من مشكلات ومعضلات، وتلبية التطلعات وبلوغ الآمال، بما يعود على جماهير المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بعظيم النفع والفائدة. كما ينتظرون تحقيق قدر كبير من التضامن والتعاون والوحدة بين شعوب الأمة كي تتمكن مجتمعة من استعادة مكانتها وبلوغ منزلتها.
معالي الأمين العام إنكم قد توليتم أمانة المسؤولية في منظمة المسلمين، بغية خدمة قضاياهم، وتحقيق مصالحهم، وإن هذه الأمور وتلك بحاجة إلى كثير من الجهد والوقت، وبحاجة إلى عزم وتصميم، وصبر ومثابرة. وأقول إن كل كلمة تدافعون بها أنتم وأخوانكم في المنظمة وسائر أجهزتها عن المسلمين، وكل عمل ترفعون به مظلمة وقعت عليهم، وتخفيف وقع مكروه أصابهم، ورفع معاناة نازلة حلت بهم، وكل خطوة تمشونها في سبيل إصلاح ذات بينهم، وحل مشكلة تؤرقهم، وكل وقت تنفقونه في مصالح المسلمين، وكل جهد تبذلونه،وكل مشقة تتحملونها في سبيل تحقيق ذلك، هو ضرب من الجهاد في سبيل الله، يعظم الله لكم به الأجر ويجزل لكم به المثوبة، إذا قصد به وجه الله ومصلحة المسلمين، فتوكلوا على الله واطلبوا منه العون والتوفيق والسداد لخدمة دينكم وأمتكم ونصرة قضايا الحق والعدل في سائر الأقطار، وأعلموا أنه سبحانه سوف يمدكم بعونه ويمنحكم توفيقه، وينير طريقكم ويلهمكم الصواب والحق والرشاد، ويجري الكثير من الخير للمسلمين على أيديكم، إنه نعم المولى ونعم النصير، قال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) وقال تعالى: (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
كما أدعوه سبحانه أن يحفظ بلاد المسلمين من كل مكروه، وأن يرد عنها كل شر، وأن يوفق قادتها للعمل بما يحقق أمنها واستقرارها ورخاءها وازدهارها، ويجمع كلمتها ويوحد صفوفها، أمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مجمع الفقه الإسلامي الدولي
اقرأ ايضا
آخر الأخبار