مجمع الفقه الإسلامي الدولي يستنكر العدوان الإرهابي على المصلين بمسجد قوات الطوارئ في منطقة عسير – أبها –

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وآله وصحبه, وبعد:

فلقد تلقت أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي بغضب شديد واستنكار بالغ نبأ العدوان الذي نفذه تنظيم داعش الإرهابي في جموع المصلين وهم في أحب الأعمال الى الله يؤدون فريضة من فرائض الله في بيت من بيوت الله, وذلك ظهر يوم الخميس 21 شوال 1436 الموافق 6 أغسطس آب 2015 بقيام إرهابي حاقد آثم بتفجير نفسه في مسجد قوات الطوارئ في منطقة عسير -أبها- وسط المصلين حين أدائهم الركعة الرابعة من صلاة الظهر مما أسفر عن استشهاد 15 مصليا, وإصابة آخرين من المصلين بجروح..

لقد نفذوا عدوانهم الدموي الغادر هذا دون أي التفات واحترام لحرمة بيوت الله المساجد, ولا للمصلين الركع السجود في تعبدهم لله رب العالمين, ولا لحرمة الدماء المسلمة.., وإن عجب المؤمن لا ينتهي من مخططي ومنفذي هذا الإرهاب وقبائحه لهول وقبح ما يرتكبونه..

يؤكد مجمع الفقه الإسلامي الدولي أن ما أتى به هذا العمل الإرهابي من فظائع هو مبارزة لله وللإسلام والمسلمين بالحرب والبغي والعدوان.. يتنافى يقينا مع ثوابت الإسلام وبدهياته, ومن ذلك: قول الحق سبحانه وتعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)، سورة النساء: 93، وقوله سبحانه وتعالى: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا). سورة المائدة: 113.

وكذلك ما ورد في الهدي النبوي الشريف من تعظيم العدوان على المسلم, ومنه ما رواه مسلم والنسائي والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم”, وقوله صلى الله عليه وسلم: “لو أن أهل السماء واهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار رواه الترمذي وقال: حسن غريب, وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأله سائل, فقال: يا أبا العباس! هل للقاتل من توبة؟ فقال ابن عباس كالمُعَجِّب من شأنه: ماذا تقول: ؟ فأعاد عليه مسألته, فقال: ماذا تقول: مرتين أو ثلاثا، قال ابن عباس: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: “يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلبِّبا قاتِلَهُ باليد الأخرى تشخُبُ أوداجُهُ دما حتى يأتي به العرشَ, فيقولُ المقتولُ لربِّ العالمين: هذا قتلني, فيقول الله عز وجل للقاتِلِ: تَعَسـتَ, ويُذهَبُ به إلى النار” رواه الترمذي وحسنه والطبراني في الأوسط, قال المنذري: ورواته رواة الصحيح.

إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي ليؤكد أن هذا الإرهاب يكشف بعدوانه المقيت هذا على أنه واجهة ضلال وإضلال, ويد لقوى خارجية تستهدف بخططها المملكة العربية السعودية وأمنها واستقرارها ووحدتها, والمنطقة, والأمة الإسلامية في قلبها, وأن الخونة المنفذين له قد رضوا بتصورات دينية متطرفة, وتأويلات باطلة, وأراء فاسدة عشعشت في عقولهم الضيقة وفكرهم الفاسد الشاذ, ونفوسهم المريضة, وببغيهم وعدوانهم الأعمى أن يكونوا أداة ماكرة دموية تدميرية تفتيتية حربا على الإسلام وأهله وبلاده وقلبه, يقتلون بلا رحمة, ويسعون لإحداث البلبلة وإثارة القلاقل بين المسلمين, و يعملون على بث الرعب فيهم خدمة للأعداء الحاقدين والمجرمين المتربصين.

يطالب مجمع الفقه الإسلامي الدولي أصحاب الفضيلة الفقهاء والعلماء والمفكرين والدعاة المخلصين بضرورة تكثيف الجهود في كل الأحوال وخاصة في هذه الظروف لحماية الشباب من الفكر الإرهابي وإبطال شبهه ودحض تأويلاته المنحرفة الشاذة, والانفتاح اللطيف المباشر على الشباب والأخذ بأيديهم حتى يكونوا في مأمن من شراك مصائد الإرهابيّن الخادعة, وضرورة العمل الفردي والجماعي بأيد متشابكة متكاملة على اجتثاث الإرهاب من منابته..

يناشد المجمع جميع أبناء الأمة في مختلف مواقعهم للوقوف صفا واحدا لمواجهة الإرهاب بكشف مخططاته وأشخاصه والأخذ على أيدي الإرهابيّن بحزم وعزم حماية للبلاد ووحدتها واستقرارها ونهضتها ومكتسباتها, وللإنسان وأمنه وحماية حقوقه, ويحض الجميع للتعاون مع كل الجهات لمحاصرة الإرهابيّن وإبطال مكرهم وسوء صنيعهم.

يتقدم المجمع بأحر التعازي في هذا المصاب الجلل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ولصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز, ولقوات الطوارئ, ولذوي الشهداء.. سائلين المولى أن يتقبلهم شهداء ويتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.. كما يسأل الله أن يحفظ على المملكة أمنها واستقرارها ووحدتها ونهضتها, وللمسلمين وحدتهم وأمنهم واستقرارهم, ويبطل كيد الأعداء والإرهابيّن ويردهم على أعقابهم خائبين.

 

أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي

الأستاذ الدكتور أحمد خالد بابكر

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى