بدعوة كريمة من الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، سعادة الدكتور يوسف الخلاوي، شارك معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، في أعمال قمّة منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي خلال يومي السبت والأحد 18 و19 من شهر ربيع الثاني لعام 1444هـ الموافق 12 و13 من شهر نوفمبر لعام 2022م بالعاصمة البريطانية لندن.
هذا وقد تناول معالي البروفسور قطب سانو خلال كلمته الافتتاحية للقمة موضوع: “أهمية إعمال العقل للنهوض بالاقتصاد الإسلامي المعاصر“، مؤكدا ” أنّ الدين الحنيف يحتفي بالعقل احتفاء عظيما وخاصا، وذلك بوصفه مناط التكليف، ومصدر الفكر، ومنبع الإبداع والابتكار، ومرجع الإلهام والتوجيه، وليس أدل على اهتمام الشريعة الغراء بالعقل من أن جعلت حفظ العقل أحد المقاصد الشرعية الخمسة التي تضافرت الرسالات السماوية على الدعوة الى وجوب الحفاظ عليها، وحمايتها من الاختلال لكونها مصالح ضرورية لا تستقيم الحياة بدونها، (وهي: النفس، الدين، العرض، العقل، المال)، ولذلك، فإن إعمال العقل، وتنميته، وترويضه، والارتقاء به مبدأ إسلامي لا ينبغي أن ينازع في شرعيته وضرورته، بل إن فهم أحكام الشريعة في الكتاب والسنة والآثار يتوقف كل ذلك توقفا أساسا على ضرورة إعمال العقل قراءة، وتفكرا، وتدبرا..” كما أوضح معاليه “أن العقل الصحيح لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يعارض النقل الصحيح من الكتاب والسنة، أو يرفضه أيا منهما، مما يعني أن ما يظن تعارضا بين النقل والعقل لا يعدو أن يكون تعارضا بين عقل فاسد ونقل صحيح من جهة، أو بين نقل فاسد مع عقل صحيح من جهة أخرى، وفساد النقل يتجلى في كونه نقلا ضعيفا أو نقلا موضوعا كما هو الحال في الحديث الضعيف أو الموضوع، فكلاهما نقل فاسد يمكنه أن يتعارض مع العقل الصحيح؛ وأما فساد العقل، فإنه يتجلى فى ألا يلتزم العقل بالأسس والضوابط التي توجهه عند النظر في النقل استدلالا أو استنباطا، ويخالف طرائق التفكير والتحليل التي توصله إلى حسن فهم المراد من النقل الصحيح “.. وبناء على هذا، دعا معاليه المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية في العالم عامة وفي العالم الإسلامي خاصة إلى “..مزيد من الاهتمام والعناية بالتفكير الإبداعي والنقدي من خلال إعمال العقل إعمالا رصينا شجاعا في النصوص من جهة وفي الوقائع والمستجدات من جهة أخرى وصولا إلى استنباط وإنتاج أفكار علمية متكاملة قادرة على النهوض بالاقتصاد الإسلامي نهوضا شاملا، وصيرورته اقتصادا إنسانيا مواكبا ينتج المعرفة الاقتصاديَّة، ويوجه النوازل الاقتصاديَّة، ويسهم في بناء اقتصاد إنساني عالمي مواكب ومؤثر، بعيدا عن سائر الأفكار التي تحظر من إعمال العقل، وتمجد التقليد والتكرار والاستهلاك.. فإعمال العقل اليوم من أجل بناء فكر اقتصادي إسلامي إبداعي ينتج المعرفة إنتاجا، ولا يكتفي بالاستهلاك، وإنما يبدع في تقديم الحلول ولا يقلد الموجود من الحلول الجاهزة.” وختم معاليه كلمته بأن على القائمين على الاقتصاد الإسلامي أن يقدموا جميع أشكال الدعم المعنوي والمادي من أجل تعزيز الفكر الإبداعي وتشجيع الباحثين المبدعين، وعدم الالتفات إلى توجسات المتوجسين من إعمال العقل، وتوظيفه، وتنميته ليقوم بدوره المرتجى جنبا إلى جنب مع الوحي الإلهي الخالد”.
هذا، وتعقد هذه القمة في مدينة لندن بالمملكة المتحدة لما تتمتع به هذه المدينة من آفاق واعدة في مجال التمويل الإسلامي، وهو ما جعلها محطّ أول قمة عالمية لمنتدى البركة في القارة الأوروبية، حيث ركّزت القمة على موضوع الاقتصاد الذكي المبني على المعرفة، ودور الاقتصاد الإسلامي في تنمية معارف الفرد والمجتمع والحاجة إلى مؤسسات مستقلة وذكية ومتخصصة في الاقتصاد الإسلامي وذلك لأهمية الفهم التحليلي للتمويل الإسلامي لمساعدته على النمو والازدهار عالميا، وضرورة وجود مؤسسات فكرية ترفع الوعي العالمي بالاقتصاد الإسلامي عموما.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ قمة منتدى البركة لهذا العام تعقد لأول مرّة بأوروبا وقد حضرها نخبة متميزة من الرواد الاقتصاديين والفكريين العالميين والمؤثرين والفاعلين على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي تبادلوا خلال يومين من المداولات والنقاشات الآراء والأفكار حول جميع أوجه الاقتصاد الإسلامي والمالية الإسلامية وسبل تطويرها وتنميتها لمواكبة التطورات والتحديات العالمية المختلفة وتوفير حلول مالية بديلة ومبتكرة نابعة من الشريعة الإسلامية.
هذا وقد حضر أعمال المنتدى إلى جانب معالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي كلّ من السيدة سارّة أمجد بديوي، مديرة إدارة شؤون الأسرة والمرأة بالمجمع، والدكتور الحاجي مانتا درامي، رئيس قسم التعاون الدولي والعلاقات الخارجية بالمجمع.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار