شارك معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، في مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة “إكسبو الحج” 2023، في نسخته الثانية، الذي افتتحه صاحب السموّ الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السموّ الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة المدينة المنورة، وشارك فيه 81 متحدثا من القطاعين العام والخاص من داخل المملكة وخارجها، ووفود رفيعة المستوى من أصحاب المعالي وزراء الشؤون الدينية، ورؤساء بعثات الحج والهيئات العليا من أكثر من 57 دولة، وذلك من 16 إلى 19 من شهر جمادى الآخرة لعام1444هـ الموافق 09 إلى 12 من شهر يناير لعام 2023م.
هذا وقد شارك معالي الأمين العام في الجلسة الرئيسية الأولى لليوم الثاني التي أدارها معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، المستشار في الديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء، وكانت تحت عنوان “فقه التيسير في الحجّ وأثره في تسھیل الخدمات“.
هذا وقد عبّر معاليه في مستهلّ مداخلته عن تثمينه وتقديره الكبير للخدمات الجليلة والتسهيلات الكبرى التي ما فتئت هذه الدولة المباركة تقدمها لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، كما أثنى على التطورات الحثيثة والتغيرات النوعية التي تشهدها وزارة الحج والعمرة وكافة المؤسسات التي تعمل في مجال الحج والعمرة والزيارة، ثم أوضح بأنه لا بد من الاستفادة القصوى من القواعد والاجتهادات الفقهية المختلفة حول أعمال الحج والعمرة، مؤكدا على أهمية إعمال قاعدة التيسير ورفع الحرج، منوها في هذه الأثناء قائلا إن” المشقّة التي تجلب التيسير هي تلك المشقّة غير المعتادة التي تدخل الحرج والعنت والضيق على الحجيج والمعتمرين، ومع هذه الخدمات والتسهيلات الكبرى التي تقدّمها المملكة العربية السعودية، لابدّ من فقه مواكب لها يجعل الاستفادة منها استفادة قصوى، ويتجلى ذلك في أن يكون الحجيج على وعي ودراية ومعرفة بأحكام الحجّ. وتتضمن أعمال الحجّ أحكاما منها الأركان والواجبات والسنن والمستحبات، وهناك مسائل وقضايا مختلف فيها بين الفقهاء، بعضها تتعلق بالأركان، وبعضها تتعلق بالواجبات والسنن والمستحبات. وعند التعامل مع المسائل الخلافية ينبغي الاستفادة من كافة الاجتهادات والاختيارات التي تتكون منها هذه الثروة الفكرية والفقهيَّة التي ورّثنا إياها أسلافنا المنعمون، ولا بد من ترجيح الأقوال والآراء التي تواكب التغيرات والتطورات التي تشهدها المشاعر على كافة الأصعدة. وأشار معاليه إلى ضرورة تعزيز الوعي لدى العامة بأنه لا تأثيم في المسائل التي اختلف فيها، ولا يترتب على العمل بأحد الآراء في المسائل الاجتهادية إثم أو معصية، التزاما بقاعدة لا إنكار في مسائل الاجتهاد، والقول المأثور عن سفيان الثوري أو الإمام أحمد بأن ما اختلف فيه أهل العلم لا ينهى عنه أحد، ذلك لأن كل مجتهد مصيب.
وبناء عليه، فإنّ هناك جملة من الاجتهادات الفقهية ينبغي ترجيحها والعمل بها اليوم في ضوء الواقع المعاصر، منها مشروعية الرمي في كل وقت، ومشروعية مغادرة عرفات قبل الغروب، ومشروعية السعي قبل الذهاب إلى منى في يوم التروية، وغير ذلك من المسائل ينبغي تجديد القول فيها، ومراجعة الاجتهادات التي تناسب الواقع المعاصر وتتضمن رفعا للحرج، وتيسيرا على الحجاج والمعتمرين والزوار، وذلك ضمانا للاستفادة من التسهيلات والخدمات النوعية والكمية المتميزة، وتيسيرا لأداء المناسك ودفعا للمشقّة والعناء.”
وتجدر الإشارة إلى أنّ أعمال النسخة الثانية من مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة “إكسبو الحج 2023″، اختتمت بنجاح، وقد تمّ تسجيل حضور مكثّف لأكثر من 60 ألف زائر من جميع أنحاء العالم، ومشاركة أكثر من 200 شركة متخصصة في خدمات الحج والعمرة، والعديد من الجهات الحكومية التي تعنى بخدمات الحجاج والمعتمرين، كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن المؤتمر شهد فعاليات مختلفة على مدى أربعة أيام ، جلسات وحوارات علمية عديدة، حيث بلغ عدد الجلسات الرئيسة 9 جلسات، وعدد الجلسات الحوارية 4 جلسات، إضافة إلى جلستي عرض و36 ورشة عمل، شارك في تقديمها 70 متحدّثا محليا و11 متحدّثا دوليا، استعرضوا فيها واقع ومستقبل خدمات الحج والعمرة من خلال 3 محاور هي: التحسين والتنافسية والاستدامة.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار