قرار بشأن موضوع رؤية شرعية لمعالجة ظاهرة أطفال الشوارع، والأطفال المتسولين، والأطفال العاملين في الأعمال الشاقة
11 يوليو، 2023
 | 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.

قرار رقم: 246 (25/8)

بشأن موضوع رؤية شرعية لمعالجة ظاهرة أطفال الشوارع، والأطفال المتسولين، والأطفال العاملين في الأعمال الشاقة

إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في دورته الخامسة والعشرين بجدة بالمملكة العربية السعودية، خلال الفترة من 29 رجب- 3 شعبان 1444هـ، الموافق 20-23 فبراير 2023م، وبعد اطلاعه على البحوث المقدمة إلى المجمع بخصوص موضوع (رؤية شرعية لمعالجة ظاهرة أطفال الشوارع، والأطفال المتسولين، والأطفال العاملين في الأعمال الشاقة)،

وبعد الاطلاع على القرار 113 (12/7) بشأن حقوق الأطفال والمسنين وضرورة تفعيل ما جاء فيه بالفقرة أولًا: جميع البنود (1-10) لارتباطها بذات الموضوع، وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حول الموضوع بمشاركة أعضاء المجمع وخبرائه،

قرر ما يلي:

أولًا: يراد بأطفال الشوارع الأطفالُ دون سن البلوغ الذين يتخذون من الشوارع وما في حكمها مقرَّ إقامةٍ لهم، أو مصدرًا لكسب الرِّزق سواء أكان ذلك بعلم أولياء أمورهم أو دون علمهم، ويراد بالأطفال المتسولين الأطفالُ دون سنِّ البلوغ الذين يُجبرون على سؤال الناس دون وجه حقٍّ من أجل الحصول على مالٍ، أو طعامٍ، أو شرابٍ لأنفسهم أو لغيرهم، سواء أكان ذلك بتوجيه وإشراف من أولياء أمورهم أم لا، كما يراد بالأطفال العاملين في الأعمال الشاقة الأطفالُ دون سنِّ البلوغ الذين يُجبَرون على القيام بأعمالٍ ثقيلة عليهم تهدِّد حياتهم، وصحَّتهم، وتعيق تعليمهم، وما فيه مصلحة مستقبلهم، سواء أكان ذلك بتوجيه وإشراف من أولياء أمورهم، أم لا.

ثانيًا: لا يجوز ترك الأطفال يتخذون الشوارع، وما في حكمها، مقرَّ إقامة دائمة أو مؤقتة، أو مصدرًا لكسب الرِّزق، كما لا يجوز استخدامهم في التسوُّل في الشوارع العامة، أو في المنازل، أو في المكاتب، أو في غيرها، ولا يجوز أيضًا تشغيلهم في الأعمال الشاقة في المناجم، والمصانع، والمزارع، والمنازل، وغيرها، ولا يجوز اتخاذ الفقر أو العوز أو الحاجة ذريعة لكل ما تقدم، لما في ذلك من مخالفة للنصوص الشرعيَّة التي حفظت حقوق الطفل في الحياة، والتربية، والتعليم، والصحة، ولما يترتب على ذلك من آثار وخيمة تعرِّض حياتهم للخطر، وتحرمهم حقوقهم، وتجعلهم فريسة للعصابات المجرمة، وتعاطي المخدرات.

ويوصي المجمع بما يلي:

  • مناشدة الحكومات حماية الأطفال مما يتعرضون له من عسف، وظلم، وقسوة، واستغلال، بتطبيق القوانين والأنظمة التي تجرم تشغيل الأطفال.
  • دعوة العلماء، والدّعاة، والأئمة، والخطباء إلى تعزيز الوعي لدى أفراد المجتمع بحرمة استغلال الأطفال في الشوارع العامة، سواء لكسب الرزق أو للتسول، وحرمة تشغيلهم في الأعمال الشاقة.
  • دعوة الدول التي لا تتضمن أنظمتها وقوانينها منع تشغيل الأطفال إلى سن الأنظمة والقوانين التي تحمي الأطفال، وتمنع ظلمهم، والعدوان عليهم.
  • تعزيز دور الأسرة، وحثّ الأولياء على رعاية الأطفال، والالتزام بالقيم والأخلاق الفاضلة في التعامل مع الأطفال.
  • حث وسائل الإعلام المختلفة في الدول الإسلامية للعمل على القيام بدورها في التوعية الشاملة بخطورة هذه الظواهر الثلاث (أطفال الشوارع، والأطفال المتسولين، والأطفال العاملين في الأشغال الشاقة) والعمل على تضافر الجهود للحد من انتشارها، والسعي لمعالجة أسبابها.

 

والله أعلم،،

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى