استقبل معالي المَوْلَوِي أمير خان مُتَّقي، وزير خارجية السُّلطة القائمة بأفغانستان، وفد علماء الأمة الذي يزور أفغانستان بقيادة مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، مساء يوم الخميس 14 من شهر صفر لعام 1445هـ الموافق 31 من شهر أغسطس لعام 2023م بمقر الوزارة بالعاصمة كابل.
في مستهلّ حديثه رحّب معالي الوزير مُتَّقي بالوفد، وشكرهم على الزيارة التي تأتي امتدادًا للزيارة الأولى التي قام بها الوفد قبل عام برئاسة معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، كما أعرب عن سعادته البالغة بقدوم الوفد في الوقت الذي تشهد فيه إمارة أفغانستان تطورات كبيرة، وتغيرات حثيثة على مختلف الأصعدة، وبخاصة فيما يتصل بالوضع الأمني الذي أصبح مستقرًّا بشكل غير مسبوق، وبالوضع الاقتصادي الذي يشهد هو الآخَر تحسُّنًا كبيرًا نتيجةَ سياسات حكيمة من أهمّها مكافحة الفساد، وترشيد الإنفاق، وتنويع مصادر الدخْل، فضلاً عن جهود الإمارة في محاربة المخدرات، كما أخبر معاليه الوفدَ بأن الإمارة أمرَت في الفترة الأخيرة بفتح المدارس الدينية بجميع المراحل التعليمية للبنات والبنين، مشيرًا إلى أن هنالك لجنة تعمل على مراجعة المناهج للمواد العلمية للمراحل المتوسطة والثانوية والجامعية للبنات، مما يعني أن تمكين الفتيات الأفغانيات من التعليم بشِقَّيه الديني والعلمي مسألة زمنٍ ليس إلاّ.
ومن جهته، أعرب معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، عن جزيل شكر وفد العلماء، وفائق تقديرهم للسلطة القائمة على حُسن الاستقبال، وكرم الضيافة، وحفاوة الترحيب، مشيدًا بما لَمسَه الوفد منذ قدومهم إلى كابل من تطورات واضحة على المستوى الأمني والاقتصادي، ومنوِّهًا بهذا الصدد بجهود السلطة في مجال مكافحة الفساد، ومحاربة المخدرات، كما أعرب معاليه عن ارتياح الوفد بما نقَله معاليه من خبر سارٍّ يتعلق بقرار السلطة فتح المدارس الدينية بجميع مراحلها للبنات، مؤكدًا على تطلُّع الوفد الكبير إلى مواصلة الجهود والعمل الجادّ من أجل تمكين البنات والفتيات من التعليم بشِقَّيه الديني والدنيوي وبجميع مراحل التعليم ومجالاته، ذلك “لأن الأمةَ الإسلاميةَ عمومًا والشعبَ الأفغانيَّ خصوصًا بحاجة ماسّة اليوم إلى عددٍ لا يُسْتهان به من الطبيبات، والممرّضات، والمهندسات، وعالمات الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والخبيرات في سائر مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية، وذلك من أجل محاربة الفقر والجهل والمرض”. وأوضح معاليه “أن العلوم والمعارف في الإسلام تتكامل ولا تتنافر، وأن المجتمع المسلم يحتاج إلى جميع العلوم النافعة والمفيدة، وأن الأمر بطلب العلم في الحديث الصحيح (طلبُ العلمِ فريضةٌ على كل مسلم) لم يفرِّق بين العلوم، مما يعني أن طلب العلم بشقّيه الديني والدنيوي فريضة على كل مسلم، بل إن التعلّم يعدّ حقًّا مقدَّسًا للذكور والإناث، فلا يجوز حِرمان أيٍّ من الإناث أو الذكور منه”. ثم ختم معاليه حديثه بدعوة السلطة إلى النظر في إمكانية الاستفادة من التجارب والخبرات التي تزْخر بها الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي في مجال تعليم البنات والفتيات، انطلاقًا من مبدأ التعاون على البِرِّ والتقوى، والتكامل الإسلامي في سائر مجالات الحياة.
ثم أُتيحت الفرصة لمداخلات العلماء المشاركين والمشاركات في الوفد، حيثُ أكَّدوا جميعًا على أهمية العناية والاهتمام بتعليم البنات والفتيات، وتمكينهن من متابعة التعليم بشقّيه الديني والدنيوي وبجميع مراحله.
كما تحدث علماء أفغانستان الذين حضروا الاجتماع مؤكِّدين على إيمانهم واتفاقهم مع وفد العلماء على ما قالوه عن أهمية تعليم البنات والفتيات، كما نوَّهُوا بأن العمل جارٍ على تمكينهن من متابعة التعليم وفْق الضوابط الشرعية التي تعمل عليها اللجنة المكلَّفة بذلك.
وفي نهاية الاجتماع دعا معالي الوزير الوفد إلى تناول العشاء الذي أعدَّته الوزارة على شرفهم.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار