بدعوة كريمة من معهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، ألقى معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، كلمةً في جلسة افتتاح الاجتماع الثامن عشر للجمعية العموميّة لمعهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية، يوم الأربعاء 17 من شهر ربيع الآخِر 1445هـ الموافق 1 من شهر نوفمبر 2023م بمكة المكرمة.
واستهلّ معاليه كلمته بقوْله: “اسمحوا لي في بداية هذه المُداخلة أن أسجّلها شكرًا وتقديرًا لحكومة خادم الحرمين الشريفين، ولهذه البلدة المباركة، الطيّبِ أهلُها، على هذه الرعاية الكريمة لهذا الاجتماع، أسجّلها شكرًا وتقديرًا لولي عهده الأمين على متابعته وحرصه على أن تحظى هذه الاجتماعات حضورًا ومتابعةً من بلاد الحرمين الشريفين، وشُكرنا كذلك وتقديرنا للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي“.
ثم تحدث معاليه عن جهود المجمع التي تكلَّلَت بتأسيس معهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية، فقال: “قبل رُبع قَرْن من الزمن كانت ثَمَّةَ دعوة من مجمع الفقه الإسلامي الدولي إلى تأسيس وإنشاء جهة تتولى المتابعة والإشراف والتنسيق بين الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، جهة تُعنى بمراقبة اللحوم، ومراقبة الأدوية والأطعمة والأشربة والألبِسَة التي يحتاج إليها الإنسان المسلم أينما حلَّ وارتحَل لكي يكون المسلم على بيِّنة من أمره في مأكله، ومشْرَبه، وملْبَسه، وفي ما يأخذ من أدوية. وقد أصبح هذا المعهد اليوم واقعًا -بفضل الله–، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي يعتزُّ به بحُسبانه المؤسسة التي تستطيع أن تقوم بهذه المهمة الضرورية بهذا الجانب المهم بالنسبة للإنسان المسلم“.
ثم توجّه معاليه بمُناشَدة إلى الدول الإسلامية والمجتمعات المسلمة، فقال : “أمَا وقد أصبح المعهد واقعًا وحاضرًا بالقوّة والفعل، فإننا نرفع دعوةً أخرى، تلك التي رفعناها قبل رُبع قرن، دعوة إلى الدول الإسلامية مناشدين إيّاها أن تلتزم بهذه المعايير، وبهذه المواصفات والمقاييس التي يضعها هذا المعهد، وهو المرجعية لهذه الدول في مأكلهم، وفي مشربهم، وفي الأدوية وفي الحلال، إذ لا فائدة من هذه المواصفات والمعايير إذا بقيَت حِبرًا على ورَق“.
ثم أشار معاليه إلى معنًى راقٍ من مظاهر وحدة الأمّة الإسلامية، فقال: “بالإمكان جدًّا أن تتوحّد هذه المعايير وهذه المقاييس فنُصبح الأمّة التي قيل فيها: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾، ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾. هذه الوحدة التي نريدها ينبغي أن تتجلّى في المشاعر، وفي الشعائر، وفي الشعور، وتتجلّى في كل عمل نُقْدِم عليه في حياتنا. لا نريدها وحدة نظريةً فقط، أو وحدةً لا وجود لها في ممارساتنا، وشعائرنا، وفي ألبِسَتنا، وفي مأكلنا، وفي أدويتنا وأطعمتنا، نريد هذه الوحدة أن تتجلّى في أبهى صورة لها، والأمّة هي التي ينبغي عليها أن تحقق هذه الوحدة، إذ لا يمكن لها أن تتحقّق بضربة ساحر، أو بضربة كاهن!يجب علينا أن نؤسّسها ونعمل عليها، وتبدأ في الْتزامنا بهذه المعايير“.
وختم معاليه كلمته بالتعبير عن تطلّعه إلى قيام المملكة العربية السعودية أثناء رئاستها للدورة الحاليّة بالجهود المرجوّة في تحقيق التزام الدول بالمعايير والمقاييس التي يُصدرها المعهد، وقال بهذا الصدد: “همُّنا وحرصنا شديد جدًّا أنّ رئاسة المملكة العربية السعودية لمجلس الإدارة لهذا المعهد، نرجو أن تشهد نُقلةً نوعية في الْتزام دُوَلنا ومؤسّساتنا بالحلال والحرام في هذا المجال“.
وختم كلمتَه بالشكر والتقدير للقائمين على هذا الاجتماع، وداعيًا اللهَ أن يوفّقهم في أعمالهم، والدعاءأيضًا لإخوة الإسلام في فلسطين المحتلّة بأن يرفع عنهم البلاء، وأن يُعينَهم على عدوّهم، وأن يتقبّلَ الشهداء، ويشفيَ الجرحى؛ إنه وليّ ذلك، وعليه قدير، وبالإجابة جدير.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار