بدعوة كريمة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة بالمملكة المغربيّة، شارك معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، خلال الفترة الواقعة ما بين 15-21 من شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ الموافق 24-31 من شهر مارس لعام 2024م في الدروس الحسنية التي نظّمتها الوزارة. هذا، وقد حضر معاليه الدرس الرابع الذي ألقاه فضيلة الشيخ الخمار البقالي، عضو المجلس العلمي المغربي بأوروبا، بعنوان «الأسس الشرعية لبناء أنماط التعايش الإنساني» وذلك يوم الخميس 18 من شهر رمضان المبارك الموافق 28 من شهر مارس لعام 2024م.
وقد تحدث المحاضر عن أهمية التعايش وضرورته بوصفه «نسج العلائق بين كل فئات المجتمع بحيث تكون مبنية على الأنس والاحترام وفقا لما تقتضيه مصالح الأفراد والجماعات في أمور الحياة“، مشيرا إلى أنه قد اصطلح لها في هذا العصر مفهوم مناسب هو المواطنة المشتركة وتقتضي احترام الخصوصية الثقافية والدينية والعرقية‘ كما أوضح أن التعايش الذي يدعو إليه العقلاء هو التعايش «الذي ينطلق من الإرادة المشتركة في التعاون على القيم الإسلامية المشتركة التي تنفع البشرية جمعاء، موضحا أنه مع مرور الإنسان بتجارب التاريخ الخاص أو المشترك يدرك أن المصلحة العامة ظاهرة في التعايش، وأن المصالح الخاصة هي التي تتسبب في التنكر له أو عدم الانصياع له لأن ذلك الانصياع يدخل في العدل، ولأن عدم قبول العدل ينتج إما عن الجهل وإما عن الطغيان“. وتحدث أيضا عن مجالات التعايش الإنساني قائلا: «أما مجالات التعايش.. فتكمن في العلاقات الدولية والأصل فيها السلم والمعاملة الحسنة، وفي العلاقات العامة والتي تتمثل في عيادة المرضى وعلاجهم والإخدام والاستخدام فيما ليس بحرام. كما تهم العلاقات التجارية بين الأفراد والدول والشعوب، والعلاقات العائلية، وعلاقات المصاهرة..» وأشار في هذه الأثناء إلى “أن مجالات وفضاءات التلاقي والتعاون مع المخالفين أوسع بكثير مما يظنّه من لم يستقرئ نصوص الشريعة السمحة ولم يطلع على مَقاصِدِهَا وغاياتها، ووقف عند جزئيات مبتورة عن أصولها وكلياتها، فظن أنها تمنع كُلَّ تَلاقٍ مع الآخرين“. وتحدث كذلك عن ضوابط التعايش مؤكدا بأن “التعايش إذا كان مطلوبا وله هذه المجالات الواسعة، فإن له بالنسبة للمسلم ضوابط لا بد من الحرص عليها، مبرزا أن الإسلام لا يُقِرُّ التعايش فقط بل يُؤسّسه ويدعو إليه وحتى لا يصير عبثا وانحلالا ويُصبح ميوعة واختلالا، وضع له ضوابط لابد من مراعاتها“، من أهمها: «ألا يُؤدي التعايش إلى الإخلال بأصل من أصول الاعتقاد القطعية، وألا يُؤدي إلى الاخلال بعبادة من العبادات المفروضة بأدلة قطعية لا تحتمل التأويل، وألا يؤدي إلى استحلال الوقوع في المحرمات المشهورة كتعاطي الفواحش والمحرمات، وألا يؤدي التعايش إلى مخالفة النّصوص الشرعية الصريحة والإجماعات القاطعة التي وقف عندها المسلمون في جميع الأعصار والأمصار، وأيضا ألا يؤدي التعايش إلى إلحاق الضرر بالمسلمين» وأبرز المحاضر الدور الذي يضطلع به المجلس العلمي المغربي لأوروبا في توجيه وترشيد المغاربة الذين خارج المملكة المغربية. وفي نهاية الدرس تقدم معاليه للسلام على جلالته -نصره الله-، معبِّرًا له عن تشريفه باللقاء بجلالته، وداعيًا له بدوام التوفيق، ومُجزِلًا الثناء والامتنان لمقام جلالته على احتفائه بالعلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم، ورئاسته الفعلية للدروس الحسنية المُنيفة كل عام؛ كما أعرب معاليه عن سروره وارتياحه لِما تشْهده المملكة من نهضة وتطور وتقدم على كافة الأصعدة، داعيًا المولى العلي الجليل أن يُديم على الشعب المغربي نعمةَ الأمن والأمان والاستقرار.والجدير ذكره أنه سبق لمعاليه أن ألقى درسا في حضرة جلالته قبل عشرين عامًا بعنوان “نقض مقولات الإرهاب: نظرة متجددة في قوله تعالى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».
اقرأ ايضا
آخر الأخبار