بمناسبة افتتاح مسجد محمد الأمين في موزمبيق ــ نامبولا، ألقى معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، يوم الجمعة 02 من شهر ذي القعدة لعام 1445هـ الموافق 10 من شهر مايو لعام 2024م، خطبة الجمعة، ثم أمَّ المصلين لأداء صلاة الجمعة.
هذا، وقد اختار معاليه قوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: (يا أبا ذر: اغتنم خمسًا قبل خمس؛ كان يعظه صلى الله عليه وسلم اغتنم خمسًا قبل خمس شبابك قبل هرمك، صحتك قبل سقمك، غناك قبل فقرك، فراغك قبل شغلك، حياتك قبل موتك)
وأوضح معاليه قائلاً:” أن هنالك أمور خمسة ستأتي لا محالة هنالك أحوال خمسة سيواجهها كل واحد منا سواء كان غنيًا أو فقيرًا، عالمًا أو جاهلًا، رجلًا أو امرأة، ولدًا أو كبيرًا. هذه المواقف الخمسة لن يسلم منها أحد، ولن تخطئ أحد منا أولًا: شبابك قبل هرمك، أي إن هذه المرحلة العمرية التي نعيشها نعمة من الله، وهي أمانة من الله، نعمة؛ لأنها فيها القوة، فيها القدرة، فيها الحركة، فيها النشاط، فيها صفاء الذهن، فيها الاستعداد لكل شيء في هذه الحياة. شبابك قبل هرمك، ولكنه هذا الشباب مرحلة ستمر وستأتي بعدها مرحلة أخرى هذه المرحلة هي مرحلة الهرم، مرحلة الشيخوخة، أي ابني لشيخوختك، ابني لهرمك في شبابك ما ستستفيد منه عندما تصبح شيخًا هرماً، عندما تصبح عاجز غير قادر على الحركة”، موضحًا أن مرحلة الشباب هي أفضل المراحل التي يمر بها الانسان، وهي فرصة لطاعة الله جل جلاله، ومحبته، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما أنها فرصة لبناء المستقبل، والعمل الصالح، وفعل الخيرات، وهي مرحلة ستذهب لامحالة وستأتي بعدها مرحلة الهرم التي ستأتي بظروفها، كما دعا إلى اغتنام مرحلة الشباب في طلب العلم، وتعلم كتاب الله وسنة رسوله، والاستقامة، والابتعاد عن كل ما سيجعل الشيخوخة شيخوخة سيئة.
ثم تحدث معاليه عن اغتنام الإنسان لصحته قبل مرضه قائلاً:” إن الصحة نعمه كبيره من الله عز وجل وهي تاج في رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى هذه الصحة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) الصحة في البدن، الصحة في العقل، الصحة في الملبس، في المسكن، الصحة في كل شيء الصحة في الكلام، في السماع، في الرؤية، في العمل الصالح، هذه الصحة يجب أن تسخرها لله جل جلاله، ويجب أن تشكر ربك الذي أعطاك هذه الصحة”، وأن المرض قادم لا محالة مهما كانت صحتنا، ويجب علينا أن نستغل هذه الصحة بطاعة الله جل جلاله، والابتعاد عن كل الأمور التي حرّمها الله جل جلاله، لأنها أمانة من عند الله.
ثم تطرق إلى قوله صلى الله عليه وسلم فيه: غناك قبل فقرك مبيناً أن هذا المال الذي نؤتمن عليه، وهذه الأموال التي وصفها الله جل جلاله بقوله: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملا) سوف نسأل عنها يوم القيامة من أين اكتسبناها، وفيم انفقناها، لذا يجب شكر الله عليها وأن نؤدي الحقوق التي فرضها الله جل جلاله في هذا المال، من أهم هذه الحقوق؛ الزكوات.
كما تحدث عن الموقفان الأخيران في هذا الحديث، فراغك قبل شغلك وهو أن يستغل الإنسان هذا الفراغ قبل أن ينشغل بالهموم الذي لديه بطاعة الله جل جلاله، وأن يملأه بالإكثار من ذكر الله جل جلاله، ويمتنع عن النميمة، والغيبة، ويمتنع عن الوقوع في الأعراض، والغش وعن كل ما يغضب الله جل جلاله.
وعن الموقف الأخير: حياتك قبل موتك ذكر معاليه الجميع بأن الموت قادم وسيُدركنا ولو كنا في بروج مشيدة وهو القدر المحتوم الذي ننتظره جميعًا مهما طال وقته، ومهما طال موعده، فإنه آتٍ لا محالة، كما وعد جلّ جلاله: ( إنك ميت وإنهم ميتون)، (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد)، داعيًا إلى الاستعداد لهذا اليوم بالأعمال الصالحة والالتزام بأوامره جل جلاله وذكره في الليل والنهار والابتعاد عن المعاصي والمنكرات.
هذا، وقد لقيت الخطبة استحسانا وترحيبا من الحضور..
اقرأ ايضا
آخر الأخبار