شارك معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، في المؤتمر الدولي بعنوان “دور الجامعات في تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي”، الذي تنظّمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، برعاية كريمةٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خلال الفترة من 18–20 شوال 1445 هـ الموافق 27–29 أبريل 2024م، بالمملكة العربية السعودية -الرياض.
وقد شارك في المؤتمر نخبة من الخبراء والمختصين والأكاديميين، لعرض الخبرات والممارسات الناجحة في تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي. كما يناقش المؤتمر دور الجامعات في تحقيق الاستدامة التنموية وتعزيز قيم المواطنة الصالحة، ونشر ثقافة التعايش والتسامح والاعتدال، وتعزيز قيم الانتماء الوطني في المناهج الصفية واللاصفية.
هذا، وقد ألقى معاليه كلمة في الجلسة الثالثة من المؤتمر الذي جاءت بعنوان: “الوسطية والاعتدال ودورها في التنمية والتعايش السلمي” حيث أوضح قائلاً:” أن الوسطية والاعتدال صمام أمانٍ من التفريط والإفراط، والتحلل والغلو، و(الوسط والاعتدال) يعني الخيرية والأفضلية، فـ (خير الأمور أوسطها)، ويعني اليسر والسهولة والسماحة، والابتعاد عن التشدد والتطرف والتنطع؛ يقول الله جل وعلا: { يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185] ، وقال جل وعلا: { يُرِيدُ الله أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28]، وفي الحديث: « إن الدين يُسر ، ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا وابشروا » رواه البخاري، « إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين » رواه أحمد والنسائي”
وأضاف قائلاً:” أن نكون أمة وسطا ليست خياراً وإنما فريضة فالخيرية مشروطة بأن تكون الأمة أمة وسطية، والمهمة الحضارية للأمة الوسط تلك الأمة التي تنفي عن هذا الدين تحريف المغالين فلا تحضّر ولا تطور ولا تنمية إلا بالوسطية فكراً وسلوكاً، وأن الوسط هم خيار الناس للناس، وهم عموم هذه الأمة كما قال ربنا جل وعلا: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]، وقال سبحانه: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله} [آل عمران: 110]”، مشيرًا إلى أن الإنسان المعتدل الوسطي هو القادر على أن يعيش حياة سوية مع الناس جميعًا الموافق منهم والمخالف من خلال وزن الأمور بميزان الوسط والاعتدال من غير ما شطط ولا غلو ولا جفاء.
كما أشار إلى أن الانتماء للأوطان مما جُبِلَ عليه الانسان، ولا تستقيم حياته بدون وطن، معرفاً الوطنية بأنها تعني الانتساب إلى المكان الذي يستوطنه، وهو كذلك انتماء عاطفي تبرز في التغني بالأوطان والحنين إليه عند التغرب.
وفي إطار التعايش السلمي أوضح معاليه قائلًآ:” هو مبدأ من مبادئ الإسلام، وقانون إلهي يهدف إلى صون كرامة الإنسان، والحفاظ على حياة البشرية وفق ضوابط تقوم على حرية الاعتقاد، واحترام الآخر، وأحقية الجميع للعيش في هذا الكون بأمن وسلام”.
وأكد معاليه أن التنوع والاختلاف والتعدد سنة من سنن الله الكونية والغاية منها هي التعارف والتعايش السلمي والتسامح، وليس الصراعات والحروب والنزاعات، ومبينًا سماحة الدين الحنيف في تأصيل التعايش السلمي والتسامح والعدل والبر حتى مع المخالف في الدين، طالما أنه ليس محاربًا لك. والعلاقات الإنسانية في الإسلام تقوم على أساس احترام التعَدُدية الدينية والفكرية، والاعتراف بالآخر، في إطار السعي لبناء حضارة اجتماعية، تعمل لخير البشرية جمعاء.
كما أشار معاليه إلى دور المجمع في تحقيق الوسطية والاعتدال، من خلال اعتماده لمذاهب الأمة الثمانية وعدم تبنيه لمذهب دون آخر، واعتماده الوسطية قيمة من أهم قيمه التي ينادي بها ويسير عليها ويعمل على تحقيقها، ودراسة النوازل والمستجدات على ضوء مقاصد الشريعة ومراميها وما يحقق مصالح العباد والبلاد
اقرأ ايضا
آخر الأخبار