الندوة العالمية حول التربية في تعزيز السلام

عقد مجمع الفقه الإسلامي الدولي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في مقر المنظمة (بالرباط) المملكة المغربية ندوة دولية حول دور التربية الدينية في تعزيز السلام في 17-18 شعبان 1440هـ الموافق 23-24 إبريل 2019م، شارك فيها عشرون من العلماء والقيادات الدينية والخبراء والمسئولين التربويين ومسئولي المؤسسات المتخصصة في مجال التربية الدينية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وقد ألقى معالي الدكتور عبدالعزيز التويجري كلمته في مستهل الجلسة الافتتاحية أشاد فيها بالتعاون المتميز بين الإيسيسكو ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، وتوجه بالشكر لو فد المجمع وخص بالذكر معالي الدكتور صالح بن حميد المستشار بالديوان الملكي السعودي، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومعالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي، أمين المجمع، ورحب برئيس المجلس التنفيذي للإيسيسكو معالي الأستاذ الدكتور أبو بكر دكوري مستشار رئيس جمهورية بوركينا فاسو للشؤون الدينية كما رحب بالضيوف والخبراء الباحثين المشاركين في الندوة، وتحدث معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي فشكر معالي المدير العام للإيسيسكو الدكتور التويجري على جهوده المهمة واشاد بالأدوار الجليلة التي تضطلع بها الإيسيسكو، وأكد في كلمته على أن أهم الأهداف التي دعت لانعقاد هذه الندوة هو التأصيل الشرعي للتربية على السلام وتعزيز دور المؤسسات الدينية من خلال برامجها ومناهجها في التربية على السلام والتعايش داخل العالم الإسلامي وخارجه لتحقيق التماسك الاجتماعي وحماية للشباب ووقايتهم من مظاهر الانحراف والتعصب وإبراز القيم والمبادئ الدينية الداعية للسلام واحترام التعددية الدينية.

ثم تناول الكلمة معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي فعبر عن شكره لتعاون الإيسيسكو مع المجمع، و اشاد بالجهود التي تبذلها في إطار اختصاصها في دول العالم الإسلامي وخارجه، وتناول في كلمته أهمية انعقاد هذه الندوة في إطار البرنامج العشري لمنظمة التعاون الإسلامي وتعهد بأن يتابع المجمع التوصيات التي ستصدر عنها والتي تسعى الإيسيسكو والمجمع إلى تفعيلها على أرض الواقع سلوكاً ومنهاجاً لدى جميع أفراد الأمة وخاصة الشباب لبناء مجتمعنا الإسلامي وتحقيق السلام ومواجهة كل مظاهر الإرهاب والتطرف والغلو.
وقد ترأس معالي أمين المجمع جلسة العمل الأولى: بعنوان “التربية الدينية الواقع والأدوار” كما ترأس الجلسة الثانية وعنوانها “التربية الدينية: التطوير والتكامل” معالي الدكتور أبوبكر دوري رئيس المجلس التنفيذي للإيسيكو.

وفي اليوم التالي عقدت الجلسة الثالثة وعنوانها: “التعليم الديني الضوابط والأحكام” ترأسها سعادة الدكتور محمد البشير عبد الهادي.

وعقدت الجلسة الرابعة وعنوانها: “التربية الدينية والحوار والتسامح” وترأسها سعادة الدكتور رشاد صالح الكيلاني مدير معهد الملك عبدالله الثاني لإعداد الدعاة وتأهيلهم في الأردن، وبعد تقديم المشاركات العلمية والمداولات والمناقشة توصل المشاركون إلى جملة توصيات منها:

مواصلة عقد الندوات داخل العالم الإسلامي وخارجه حول تعزيز دور التربية الدينية على السلام وعقد ملتقيات فكرية للحوار للتعريف بالثقافة الوسطية الإسلامية ، ودعوة الجهات التربوية في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي إلى تضمين مادة التربية على السلام في مناهجها التعليمية ورقمنة مناهج التربية على السلام وحوسبة وسائطها العلمية لتنشر على أوسع نطاق، والدعوة إلى بناء علاقات من التنسيق والتعاون بين الجهات الإعلامية والمؤسسات التربوية والدعوية لتعزيز الهوية الدينية الثقافية وتنميتها وترسيخ الانتماء الوطني واحترام الرأي والرأي الآخر، ونبهت إلى أهمية تطوير آليات تكوين المرشدين الدينيين وعموم المشتغلين بالحقل الديني، والتأهيل المستمر لمعلمي التربية الدينية، وحثت التوصيات على ترسيخ قيم الحوار والمناظرة والنقد، مع الانفتاح على سائر العلوم، ودعت إلى تنظيم ندوة دولية في موضوع استثمار وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز قيم السلم والوسطية والاعتدال وإبراز مرونة مناهج الفقهاء وسعة الفقه الإسلامي لمبدأ الاختلاف والتنوع ودوره في ترسيخ التعددية وقبول الآخر وسعة الفهم ومرونة الأحكام، ونبهت التوصيات على أهمية دور العلماء والمؤسسات والهيئات ذات الصلة في الدفاع عن التعليم الديني وتطوير مناهجه،و بيان مقاصد الشريعة الإسلامية في الالتزام الكامل بالمواثيق والعهود ونبذ الخيانة، وربط المضامين المقدمة في الدروس النظرية بما يحمل على تمثلها سلوكياً والدفاع عنها.

وقد تم اعتماد التوصيات في مشروع التقرير الختامي في الجلسة الختامية وقدم معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الشكر للإيسيسكو شريك المجمع في عقد الندوة، وأشاد بالتنسيق بين المؤسستين ودعا إلى الاستمرار و التعاون بينهما من أجل تهيئة أجيال المستقبل في العالم الإسلامي للإسهام بفعالية في توطيد ركائز السلم الاجتماعي وتحقيق الوئام بين جميع الطوائف والأعراق في أوطانهم خارجها.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى