قرار رقم: 261 (6/26) بشأن أثر الأمراض النفسيَّة على الأهليَّة في الشريعة الإسلاميَّة
20 نوفمبر، 2025

إن‭ ‬مجلس‭ ‬مجمع‭ ‬الفقه‭ ‬الإسلامي‭ ‬الدولي‭ ‬المنبثق‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬المنعقد‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬السادسة‭ ‬والعشرين‭ ‬بالدوحة‭ ‬بدولة‭ ‬قطر،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الواقعة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬6‭ – ‬10‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ذي‭ ‬القعدة‭ ‬1446هـ،‭ ‬الموافق‭ ‬4‭ – ‬8‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬2025م؛‭ ‬وبعد‭ ‬اطّلاعه‭ ‬على‭ ‬البحوث‭ ‬المقدَّمة‭ ‬إلى‭ ‬المجمع‭ ‬بخصوص‭ ‬موضوع‭: ‬أثر‭ ‬الأمراض‭ ‬النفسيَّة‭ ‬على‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلاميَّة؛‭ ‬وبعد‭ ‬استماعه‭ ‬إلى‭ ‬المناقشات‭ ‬والمداولات‭ ‬التي‭ ‬دارت‭ ‬حوله‭ ‬بمشاركة‭ ‬أعضاء‭ ‬المجمع،‭ ‬وخبرائه؛‭ ‬

قرَّر‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

أولًا‭:‬

الأهلية‭: ‬صلاحية‭ ‬الإنسان‭ ‬لوجوب‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬له‭ ‬وعليه،‭ ‬وصحة‭ ‬التصرّفات‭ ‬الصادرة‭ ‬عنه،‭ ‬وهي‭ ‬نوعان‭: ‬أهليَّة‭ ‬وُجوب،‭ ‬وأهليَّة‭ ‬أداء،‭ ‬وتتعلّق‭ ‬أهليَّة‭ ‬الأداء‭ ‬بالقُدرة‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬الخطاب،‭ ‬وهو‭ ‬بالعقل،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬به،‭ ‬وهو‭ ‬بالبدن‭.‬

ثانيًا‭:‬

الأمراض‭ ‬النفسيَّة‭: ‬مجموعة‭ ‬أعراض‭ ‬متلازمة،‭ ‬وذات‭ ‬دلالة‭ ‬سريريَّة‭ ‬تُؤثّر‭ ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬الفرد،‭ ‬أو‭ ‬سُلوكه،‭ ‬أو‭ ‬وجْدانه،‭ ‬وتُسبّب‭ ‬لديه‭ ‬ضعفًا‭ ‬أو‭ ‬اختلالًا‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي‭ ‬أو‭ ‬الأسري‭ ‬أو‭ ‬المهني‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعي‭.‬

ثالثًا‭:‬

الأصل‭ ‬أن‭ ‬المريضَ‭ ‬النفسيَّ‭ ‬البالغَ‭ ‬كاملَ‭ ‬الأهليةِ‭ ‬مسؤولٌ‭ ‬مسؤوليةً‭ ‬كاملةً‭ ‬عن‭ ‬تصرُّفاته‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يثبُت‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬اختصاص‭ ‬معتمَدة‭.‬

رابعًا‭:‬

تنقسم‭ ‬الأمراض‭ ‬النفسيَّة‭ – ‬عند‭ ‬أهل‭ ‬الاختصاص‭ – ‬حسب‭ ‬إثبات‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬الإدراك‭ ‬والتمييز‭ ‬والإرادة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أنواع‭:‬

‌أ‭-‬أمراض‭ ‬نفسيَّة‭ ‬مُفقِدة‭ ‬للأهليَّة‭.‬

‌ب‭-‬أمراض‭ ‬نفسيَّة‭ ‬مُنقِصة‭ ‬للأهليَّة‭.‬

‌ج‭-‬أمراض‭ ‬نفسيَّة‭ ‬غير‭ ‬مؤثِّرة‭ ‬في‭ ‬الأهلية‭.‬

خامسًا‭:‬

المعيار‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬المرض‭ ‬النفسي‭ ‬ومدى‭ ‬تأثيره‭ ‬في‭ ‬الأهلية‭ ‬مرتبط‭ ‬بمدى‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬الإدراك،‭ ‬والتمييز،‭ ‬والفهم،‭ ‬وسلامة‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬تخصصيَّة‭ ‬مَنُوطة‭ ‬بأهل‭ ‬الاختصاص‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬النفسيِّين،‭ ‬ومَن‭ ‬في‭ ‬حُكمهم‭.‬

سادسًا‭:‬

يكون‭ ‬المريض‭ ‬النفسي‭ ‬فاقدًا‭ ‬لأهليَّة‭ ‬الأداء‭ ‬إذا‭ ‬ثبت‭ ‬فقدانه‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الإدراك‭ ‬والتمييز،‭ ‬أو‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬تصرفاته،‭ ‬ويكون‭ ‬ناقص‭ ‬الأهليَّة‭ ‬إذا‭ ‬نقصت‭ ‬القدرة‭ ‬عن‭ ‬الإدراك‭ ‬والتمييز،‭ ‬أو‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬تصرفاته‭. ‬

سابعًا‭:‬

القضاءُ‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقرِّرُ‭ ‬فقدانَ‭ ‬القدرة‭ ‬ونقصانها‭ ‬على‭ ‬الإدراك‭ ‬والتمييز‭.‬

يوصي‭ ‬المجلس‭ ‬بما‭ ‬يلي

أولًا‭:‬

عقد‭ ‬دورات‭ ‬تثقيفيَّة‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬القضاء‭ ‬والإفتاء‭ ‬لزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بالأمراض‭ ‬النفسيَّة،‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬المختلفة‭.‬

ثانيًا‭:‬

عقد‭ ‬دورات‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الأطباء‭ ‬والفقهاء‭ ‬والقُضاة‭ ‬ومَن‭ ‬في‭ ‬حكمهم‭ ‬لإعداد‭ ‬أدلّةٍ‭ ‬إرشاديَّة‭ ‬متخصصة‭ ‬مشترَكة‭.‬

والله‭ ‬أعلم،

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى