بيان حول التفجير الذي وقع في مدينة إسلام آباد بالقرب من السفارة الدنماركية

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين أجمعين، وبعد

تعرب الأمانة العامة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي عن استنكارها وأسفها لحادثة التفجير التي وقعت بجوار السفارة الدنمركية بمدينة إسلام آباد بجمهورية باكستان الإسلامية، اليوم الاثنين ‏02‏/06‏/2008، وأسفر عن إزهاق أرواح أكثر من ثمانية أفراد، وجرح آخرين.

ويعيد المجمع التذكير بمواقف الفقهاء والعلماء المسلمين جميعاً التي أدانت إدانة قاطعة جميع أعمال الإرهاب وأساليبه وممارساته، أينما وقعت وأيا كان مرتكبوها، وكذلك ردود الفعل غير المقبولة شرعا التي تصدر هنا وهناك من بعض الأشخاص؛ ردا على الإساءات التي وجهت إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في الدنمارك، ذلك أن الدين الإسلامي يدعو إلى حرمة النفس البشرية وضرورة صونها وحمايتها، ويعتمد مبدأ المناقشة العلمية والحجج القوية والأدلة السليمة في مواقفه الفكرية وفي مواجهة حملة الإساءة للإسلام ورسوله الكريم وكتابه العظيم.

ويؤكد المجمع بأن مثل هذه التصرفات المرفوضة شرعا لا تخدم قضية نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل تمنح الفرصة لمواصلة الهجوم على الإسلام، وبخاصة في مجال تبرير إلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين وبالإسلام نفسه.

وفي الوقت نفسه يطالب المجمع مجددا الحكومة الدنمركية بعقاب كل من كان سببا في الإساءة إلى نبي الإسلام وكتاب الله عز وجل، والاعتذار عن الإساءات التي صدرت و يأمل أيضا من المجتمع الدولي دولا ومنظمات بالتحرك الجدي السريع إلى وضع حد للإساءة إلى الأديان ورموزها، و إلى وضع قوانين دولية صارمة للحد من تفاقم هذه القضية التي أساءت إلى خاتم رسل الله صلّى الله عليهم وسلّم جميعا، وكتابه العظيم.

ويقدم المجمع إلى جمهورية باكستان الإسلامية، رئيسا وحكومة وشعبا، وإلى ذوي الضحايا خالص العزاء وصادق المواساة، كما يسأل الله عز وجل أن يتغمد الذين قضوا نحبهم في هذه الحادثة بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، ويشفي الجرحى مما أصابهم، وأن يجعلنا جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

أ. د. عبدالسلام العبادي

أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى