معالي الأمين العام يتحدث عن “أمارات الساعة” ضمن محاضرات المجالس العلمية الهاشمية بعمّان
4 مايو، 2022
 |  | 

بدعوة كريمة من الحكومة الأردنية الهاشمية، وتحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مرعد بن رعد، كبير الأمناء لأعمال المجالس العلمية الهاشمية، مندوب حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم، ألقى معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، محاضرة علمية عن “الساعة: أماراتها وأحوالها”، ضمن سلسلة محاضرات المجالس العلمية الهاشمية، وذلك ظهر يوم الجمعة 28 من شهر رمضان لعام 1443هـ الموافق 29 أبريل 2022م، في المركز الثقافي الإسلامي التابع لمسجد الملك عبد الله الأول في العاصمة عمّان.

واستهلّ معاليه محاضرته بتقديم الشكر والتقدير لحضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ولوليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله، ولجميع أفراد العائلة الهاشمية المباركة، على دعوتهم إيّاه للمشاركة في هذه المجالس العلمية المرموقة، كما عبّر عن عِرفانه وامتنانه للمملكة الأردنية الهاشمية مَلكًا وحكومةً وشعبًا على حرصهم على تنظيم هذه المجالس العلمية العريقة في شهر رمضان الفضيل.

ثمّ أوضح معاليه بأن الوصول إلى فهم سليم رصين للأحكام والأسرار التي ينتَظِمها ذلك الحديث النبوي الشريف المعروف بحديث سيدنا جبريل -عليه السلام- عن أشراط الساعة، يقتضي منهجيًّا التعريف بمصطلح أشراط الساعة وتقسيماتها، كما يتطلّب تأصيلاً للعلاقة المنطقية بينها وبين سِواها من الأشراط المبثوثة والواردة في عدد من الأحاديث النبوية. وانطلاقًا من هذا التناول المنهجي، عرَّف معاليه أشراط الساعة بأنها عبارة عن “مجموعة من الأحداث والظواهر الكونية المخالفة للنواميس والسُّنن والفطرة التي تسبِق الساعة مؤذِنةً بقُرب قيامها، أو بقيامها فعلاً، فإذا كانت تِلكُم الأحداث والظواهر مؤذنة بقُرب قيام الساعة سُمِّيَت أشراط الساعة الصغرى؛ وأما إذا كانت مؤذنة بقيام الساعة، فإنها تسمّى أشراط الساعة الكبرى”.

ثم بيَّن معاليه بأن الفَرق بين أشراط الساعة الكبرى وأشراط الساعة الصغرى يكْمُن في كون الأشراط الصغرى علامات يدلّ حدوثها على قرب قيام الساعة، وأما الأشراط الكبرى، فإن حدوثها يدلّ على قيام الساعة قيامًا فعليًّا. وبالنسبة لأشراط الساعة الكبرى، أوضح معاليه بأن هنالك حديثًا نبويًّا شريفًا تضمّن بيانًا شافيًا وافيًا لتلكم الأحداث والظواهر التي يدلّ وقوعها على قيام الساعة، وقد رُوِيَ ذلك الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل حذيفة بن أسيد الغفاري، رضي الله عنه، قال: كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ منه، فَاطَّلَعَ إلَيْنَا، فَقالَ: ما تَذْكُرُونَ؟ قُلْنَا: السَّاعَةَ، قالَ: إنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ.. وقالَ أَحَدُهُما في العَاشِرَةِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقالَ الآخَرُ: وَرِيحٌ تُلْقِي النَّاسَ في البَحْرِ.

فهذا الحديث بيَّن بشكل جلَيٍّ أشراط الساعة الكبرى، وتكاد تلك الأشراط أن تكون محل اتفاق وقبول لدى عامّة أهل العلم مع اختلافٍ بينهم في ترتيب الأحداث.

ثم قرّر معاليه قائلاً: ” إذا كان ذلك الحديث تناول أشراط الساعة الكبرى بشكل مفصَّل ومحدَّد، فإننا نحسب أن هنالك حديثًا نبويًّا شريفًا آخر تناول بالتفصيل والتحديد أشراط الساعة الصغرى، أعني حديث جبريل -عليه السلام- برواياته المتعددة الذي نحسبه بأنه من جوامع الكلم التي أوتي النبي -صلى الله عليه وآله وسلّم- حيث إنه تضمّن تلخيصًا أمينًا وتأصيلاً عميقًا لتلك الأحداث والظواهر التي يدلّ وقوعها على قُرب قيام الساعة، وتُعرف بالأشراط الصغرى للساعة”.

ولتقرير هذا القول، دعا معاليه إلى ضرورة النظر في جميع روايات حديث جبريل المتعددة، مؤكدًا بأن ذلك الحديث يكاد أن يكون متواترًا تواتُرًا معنويًّا، وربما تواتُرًا لفظيًّا باعتبار أن عدد رُواته لا يقلّ عن ثلاثة، إذ إن رواياته تشير إلى وجود عدد غير قليل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- معه عند ورود الحديث، ومشيرًا إلى أن معرفة تلك الروايات المتعددة مُعِينة على ضبط المراد من الأشراط الواردة في الحديث. وخلُص إلى عرض أهم روايتين للحديث، وهي رواية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ورواية أبي هريرة رضي الله عنهما. وأما رواية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقد نصَّت على أمارَتين، وهذا نصّها كما أخرجها مسلم في صحيحه: عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: «بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يومٍ إذ طلَع علينا رجُلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأسند ركبتَيه إلى ركبتَيه، ووضع كفَّيه على فخذَيه، وقال يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجَّ البيتَ إن استطعتَ إليه سبيلاً “. قال: صدقتَ، قال: فعجِبنا له يسألُه ويصدّقه! قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: ” أن تؤمن بالله، وملائكته، وكُتبه، ورسُله، واليوم الآخر، وتؤمِن بالقَدَر خيره وشرّه “. قال: صدقتَ. قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: ” أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه؛ فإنه يراك “. قال: فأخبرني عن الساعة؟ . قال: ” ما المسئول عنها بأعلم من السائل “. قال: فأخبرني عن أمارتها؟ . قال: ” أن تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَها، وأن تَرى الحُفاةَ العُراةَ العالةَ رِعاءَ الشاءِ يتطاولون في البُنيان “.ثم انطلق، فلبثتُ مَلِيًّا، ثم قال لي: ” يا عمر، أتدري مَن السائل؟ . قلتُ: اللهُ ورسوله أعلم. قال: هذا جبريلُ أتاكم يعلّمكم دينكم».

من الواضح أن هذه الرواية الشهيرة لحديث جبريل اكتفت بالتنصيص على أمارتين، وهما: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.

وأما الرواية الثانية، فإنها رواية الصحابي الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه-، وقد نصّت تلك الرواية على ثلاث أمارات، وهذا نصّها كما أخرجها مسلم في صحيحه: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا بارزًا للناس، فأتاه رجُل، فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخِر»، قال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبد الله، ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان» قال: يا رسول الله، ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإنك إنْ لاّ تراه فإنه يراك»، قال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: “ما المسئول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدّثك عن أشراطها: إذا ولدَت الأَمَةُ ربَّها، فذاك من أشراطها، وإذا كانت العُراة الحُفاة رؤوس الناس، فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رِعاء البَهْم في البنيان، فذاك من أشراطها في خَمسٍ لا يعلمهُنّ إلا الله، ثم تلا صلى الله عليه وسلم: {إن الله عنده عِلم الساعة وينزّلُ الغيثَ ويعلمُ ما في الأرحامِ وما تدري نفسٌ ماذا تكسبُ غدًا وما تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ إن الله عليمٌ خبير} [لقمان: 34] “قال: ثم أدبَر الرجُل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رُدُّوا علَيَّ الرجُلَ»، فأخذوا ليرُدُّوه، فلم يرَوا شيئًا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هذا جبريلُ جاء ليعلِّم الناسَ دينهم». فهذه الرواية نصّت على ثلاث أمارات بدلاً من الأمارتَين الشهيرتَين، وهي: أن تلِدَ المرأةُ ربَّها، وأن ترى الحفاة العراة رؤوس الناس، وأن ترى رعاء البَهْم (=الشاء) يتطاولون في البنيان.

وفضلاً عن هذا، أوضح معاليه بأن رواية أبي هريرة التي أخرجها البخاري في صحيحه من الأهمية بمكان إذ إنها هي الأخرى حدَّدت بشكل واضح المراد بلفظ “الأَمَة” في رواية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وهي المرأة عمومًا، وليست الرقيقة كما هو شائع ومشهور، وهذا نص الرواية في البخاري:

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يومًا بارزًا للناس، إذ أتاه رجُلٌ يمشي، فقال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخِر» قال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان»، قال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: “ما المسئول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدّثك عن أشراطها: إذا ولَدت المرأةُ ربَّتَها، فذاك من أشراطها، وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله: (إن الله عنده علم الساعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام) ثم انصرف الرجل، فقال: «رُدُّوا علَيَّ…» فأخذوا ليرُدُّوا فلم يروا شيئًا، فقال: «هذا جبريل جاء ليعلّم الناسَ دينهم».

نعم، إن هذا المعنى هو الذي ينسجم مع المراد من هذا البلاغ النبوي العظيم المتمثل في كون المراد بولادة المرأة ربَّها أو ربَّتها، تعبيرًا عن ظاهرة عقوق الوالدَين الذي يعدّ حدثًا مخالفًا للفطرة السليمة، ولا فرق في ذلك بين أن تكون الأمُّ أَمَةً أو حُرّة، فالعقوق واحد، ومخالف للسُّنَن والفطرة، ويعدّ فُشُوُّه وانتشاره كما هو مشاهد ومعايَش في العصر الحاضر شرطًا من أشراط الساعة الصغرى. ثم أشار معاليه إلى أن رواية أبي هريرة بيَّنت أن رؤية الحُفاة العُراة رؤوس الناس وملوكهم شرطٌ منفصلٌ عن شرط رؤية العالَة يتطاولون في البنيان.

وبناءً على هذا التأصيل الدقيق لروايات حديث جبريل ومحتويات أشهَر روايتَيه، قرّر معاليه بأن حديث جبريل برواياته المتعددة يعد من جوامع الكلم التي أوتي النبي الهاشميّ، فِداؤه أمّي وأبي، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، كما يعدّ المرجع الذي ينبغي ردّ كل الأشراط الأخرى إليها، مما يعني أنه ما مِن شرطٍ من أشراط الساعة الصغرى إلا ويرتدّ إلى أحد هذه الأشراط.

وختم معاليه محاضرته قائلاً: ” إن أشراط الساعة الصغرى تتلخّص في انتشار ثلاث ظواهر مخالفة للسُّنَن والفطرة السليمة، وهي: فساد الأخلاق، وانقلاب الموازين، وفساد الذِّمَم وكَلَل الهِمَم. وأما فساد الأخلاق، فقد عبّر عنه الحديث بـ(أن تلد المرأة ربَّها أو ربَّتها)، ويراد بذلك كثرة العقوق، والجحود والنكران ممن لا يتوقع منه، ويندرج تحت هذه العلامة علامات صغرى وردت الإشارة إلى عدد منها في أحاديث متعددة منها: حديث: (تكونُ بينَ يديِ الساعَةِ فِتَنٌ كقِطَعِ الليلِ المظلِمِ، يُصْبِحُ الرجُلُ فيها مؤمنًا، ويُمْسِي كافِرًا، ويُمْسِي مؤمنًا، ويُصْبِحُ كافِرًا، يبيعُ أقوامٌ دينَهم بِعرَضٍ مِنَ الدنيا)، وحديث: (والذي نَفْسِي بيَدِهِ لا تَذْهَبُ الدُّنْيا حتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ علَى القَبْرِ فَيَتَمَرَّغُ عليه، ويقولُ: يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكانَ صاحِبِ هذا القَبْرِ، وليسَ به الدِّينُ إلَّا البَلاءُ).

وأما انقلاب الموازين، فقد عبّر عنه النبيُّ الكريم، عليه صلوات ربي وتسليماته، بـ”أن ترى الحفاة العراة رؤوس الناس” (ملوك الناس= ضياع الأمانة= خيانة العهد)، ويندرج تحت هذه العلامة علامات صغرى عِدَّة ورد ذكرها في أحاديث أخرى، كحديث: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، ويَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ -وهو القَتْلُ- حتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ)، وحديث: (فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضَاعَتُهَا؟ قالَ: إذَا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ).

وحديث (إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ منَ النَّاسِ ، ولَكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ ، حتَّى إذا لم يترُك عالمًا اتَّخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئلوا فأفْتَوا بغيرِ عِلمٍ فضلُّوا وأضلُّوا).

وأما فساد الذِّمَم وذهاب الهِمَم، فقد عبّر عنه سيد العارفين وإمام المتقين -صلى الله عليه وآله وسلم- بقوله: “وأن ترى رعاء الشاءِ يتطاولون في البنيان” (=التفاخر، والرياء، والإسراف والتبذير). فبدلاً من الاعتناء والاهتمام بالإنسان تربية وتنمية ومحافظة على كرامته وعلى إنسانيته، يغدو الاهتمام والاعتناء بالمادّيّات، وزُخرف الحياة، تفاخرًا، ورياءً، وإسرافًا، وتبذيرًا”.

وبهذا التحليل العلمي الدقيق لحديث جبريل برواياته المختلفة مع بيان العلاقة المنطقية بينها وبين أشراط الساعة الصغرى الأخرى، دعا معاليه الجامعات والكليات والمعاهد في العالم الإسلامي قائلاً: ” لقد حان الأوان إلى إيلاء مزيد من الاهتمام والاعتناء بتأسيس علم جديد اصطلح عليه في هذه المحاضرة بـ “علوم الساعة” ليُعنى هذا العلم بتسليط الضوء على سائر المسائل والقضايا المتصلة بالساعة وأماراتها تمحيصًا للأحاديث الصحيحة من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وضبطًا للمعاني المرادة بالأشراط الكبرى والصغرى. وإن تأسيس هذا العلم الجديد يعدّ تكملةً للعلوم التي شُكّلت حول مِحور الإسلام، وهو العلوم الفقهية، ومِحور الإيمان، وهي علوم العقيدة والكلام، ومِحور الإحسان، وهي علوم التصوف والتزكية والتربية، وأخيرًا هذه العلوم المقترحة، وهو علوم الساعة”.

وتجدر الإشارة إلى أن المجالس العلمية الهاشمية تحظى برعاية خاصة واهتمام رفيع من لدُن قيادة المملكة الأردنية الهاشمية ملكًا وحكومةً وشعبًا، وتنظّمها وزارة الأوقاف والمقدّسات والشؤون الإسلامية تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم أو من ينوب عن جلالته من أفراد العائلة الهاشمية المباركة.

هذا، وقد حضر المجلس العلمي الهاشمي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية معالي الدكتور محمد بن أحمد الخلايلة، وسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، وسماحة قاضي القضاة الشيخ عبد الحافظ الربطة، وسماحة مفتي القوات المسلحة الأردنية العميد الركن الدكتور ماجد الدراوشة، وسفراء معتمَدون لدى البلاط الملكي الهاشمي، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وضباط من القوات المسلحة الأردنية، والأجهزة الأمنية، ومدراء وأمناء عامُّون، وممثلون عن دائرتَي الإفتاء العام، وقاضي القضاة، وعلماء ومفكرون وأئمة ووُعّاظ وواعظات.

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى