اجتمع معالي شيخ محمد خالد حنفي، وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالإنابة بالسلطة الحالية بأفغانستان، بوفد علماء المسلمين الذي يزور كابل برئاسة معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي، بمقر وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة كابل بأفغانستان، وذلك مساء يوم الثلاثاء 22 من شهر ذي القعدة لعام 1443هـ الموافق 21 من شهر يونيو لعام 2022م.
هذا، وقد استهلّ معالي الوزير الاجتماع بالتعبير عن شكره الجزيل للوفد على زيارته أفغانستان، منوّهًا بأن وزراته تعمل جاهدةً من أجل تمكين الشعب الأفغاني من الالتزام بتعاليم الإسلام والتقاليد الأفغانية في كافة مجالات الحياة، كما ناشد وفد علماء المسلمين بحَثّ دولهم على الاعتراف بالسلطة الحاكمة بأفغانستان، وذلك بوصفها السلطة الشرعية الوحيدة الممثلة للشعب الأفغاني، مشيدًا بالكفاح والتضحية التي قدّمتها السلطة الحالية من أجل الشعب الأفغاني خلال أربعة عقود من الزمن.
ومن جانبه، أعرب معالي الأمين العام -رئيس الوفد- عن جزيل شكره، وعظيم امتنانه لمعاليه، وللسلطة الحاكمة بأفغانستان لحُسن الاستقبال وكرَم الضيافة، كما أشاد بالتقليد الأفغاني المعروف في تعظيم العلماء وتوقير الأولياء والكُبراء، وقد لَمَس الوفد هذا التقليد بشكل واضح منذ وصوله إلى كابل.
ثم قدّم معاليه نبذة تعريفية بمجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي يعد المرجعية الفقهية العليا للأمة الإسلامية فيما يتعلق ببيان الأحكام الشرعية في النوازل والقضايا التي تهم المسلمين في كل مكان، موضحًا بأن زيارة وفد علماء المسلمين تأتي تنفيذًا لقرار المجلس الوزاري لوزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي الذي أوصى بأن يتولى المجمع قيادة وفد علماء المسلمين إلى أفغانستان بهدف التباحث والتحاور مع السلطة الحالية، علماء ومسؤولين، حول عدد من القضايا والموضوعات التي تهم الشعب الأفغاني، وعلى رأسها موضوع التسامح والتعايش والوئام بين أتباع الأديان والمذاهب، وموضوع التطرف والإرهاب، وموضوع تعليم المرأة وعملها.
وتحقيقًا لهذا، تحدث معاليه باسم الوفد عن أهمية الالتزام بمنهج الوسطية، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش في المجتمع الأفغاني التزامًا بما قرّرته نصوص الكتاب والسنة والإجماع من النهي عن الإكراه في الدين، والتعصب، والغلو، والتشدد، مستشهدًا بجملة حسنة من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الصحيحة، كما تحدث معاليه باسم الوفد عن أهمية تعليم الجنسين من الذكور والإناث، وعدم التفريق بينهما الْتزامًا بإجماع الأمة على كون طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وكون العلم عبادة لا يجوز التفريق فيها بين ذكر وأنثى، كما لا يجوز التفريق بين ذكر وأنثى في أركان الإسلام من شهادة، وصلاة، وزكاة، وصوم، وحج، وغير ذلك. كما تحدث معاليه عن أهمية مشاركة الجنسين في جهود بناء دولة أفغانستان من خلال تمكين الرجال والنساء من العمل في جميع مجالات الحياة التي يجيدها كل واحد منهما، على أن يكون أساس التفريق بينهما الكفاءة والقدرة على القيام بالعمل بإخلاص وإتقان، موضحًا بأن العمل عبادة مثل العلم وأركان الإسلام والإيمان والفضائل التي ورد ذكْرها في الكتاب العظيم والسنة النبوية الشريفة وإجماع الأمة.
وختم معاليه حديثه بالتعبير عن تطلّع وفد العلماء إلى قيام الوزارة من خلال أجهزته وبالتعاون مع كافة أجهزة الدولة من أجل تعزيز الوعي بهذه الموضوعات والمسائل الآنِفِ ذِكرها، وذلك وفق الضوابط الشرعية التي يقرّرها وليّ الأمر في كل عصرٍ ومِصرٍ حراسةً للدين وسياسةً للدنيا.
وردًّا على ما تقدّم به الوفد، شكر معالي الوزير الوفد على ما قدّمه من نصيحة حرصًا على مستقبل الإمارة الإسلامية، وتذكيرًا للسلطة الحالية بمسؤوليتها أمام الله وأمام الشعب الأفغاني. كما وعد معاليه الوفد بأنه سينقل بكل صدق وأمانة ما قدّمه العلماء من اقتراحات، وآراء، داعيًا الوفد إلى زيارات قادمة لأفغانستان كلما سنَحَت له الفرصة.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار