شارك معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد عضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب الحرم المكي ورئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومعالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، في أعمال المؤتمر الدولي 35 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي تحت شعار “مسلمو أمريكا اللاتينية في مواجهة ظاهرة الكراهية” الذي ينعقد من 24 إلى 26 من شهر ربيع الثاني لعام 1444هـ الموافق 18 إلى 20 من شهر نوفمبر لعام 2022م بالعاصمة البرازيلية ساو باولو.
واستهلّ الحفل الافتتاحي للمؤتمر بكلمة المملكة لمعالي الوزير الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، ألقاها بالنيابة عنه وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية فضيلة الشيخ عواد بن سبتي العنزي، ثمّ كلمة سعادة ممثّل رئيس جمهورية البرازيل النائب الفيدرالي لويس مارينيو، أشار فيها إلى أن الجالية المسلمة هي من أكثر الجاليات اندماجا في المجتمع، مؤكدا على أهمية وضرورة مثل هذه المؤتمرات، وأهمية التعاون لنبذ الكراهية وإحلال التسامح، شاكرا للمملكة رعايتها لهذا المؤتمر، ثمّ كلمة رئيس مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي الدكتور أحمد علي الصيفي، حول مخاطر تفشي ظاهرة الكراهية وآثارها السلبية على مسلمي أمريكا اللاتينية والعالم بشكل عام.
ثم ألقى معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، رئيس المجمع، كلمته أوضح فيها أن الفئات المستهدفة من خطاب الكراهية، غالبا ما تكون من الضعفاء أو الأقليات، ومن المهم التفريق بين حرية الرأي المكفولة للجميع، وحرية التعبير عن الرأي والتي يجب أن تخضع لضوابط عديدة من أهمها احترام حقوق الآخرين وحماية الأمن العام، وشدد معاليه على أن خطاب الكراهية يتعارض تعارضا تاما مع قيم التسامح والعيش المشترك بين البشر جميعا.
هذا وقد رأس الجلسة الأولى من أعمال المؤتمر معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، حيث ناقشت الجلسة أولى محاور المؤتمر حول “مفهوم الكراهية في الغرب ونشأتها وتطورها”. وأوضح معاليه في كلمته التقديمية للجلسة أن ظاهرة الكراهية بكل أشكالها وصورها الاقصائية والعنصريّة التي تصنّف النّاس حسب دينهم أو جنسهم أو لونهم تعتبر من الظواهر الخطرة الي تنامت وانتشرت في العالم، ولم تنتشر أو تتصاعد لسبب واحد أو دافع واحد وإنّما لمجموعة من الأسباب والدوافع اختلط فيها الحق والباطل فكانت خليط تراكمات أدّت إلى تفشّي هذه الظاهرة. وأكّد معاليه أنّ الإسلام كان منذ البداية حريصا على نبذ الكراهية ونشر ثقافة التسامح والمحبّة سواء بين المسلمين مع بعضهم البعض أو مع غيرهم من الأمم وقد انعكست ثقافة المحبّة والمودّة في تصرّفات المسلمين وفي إقبال غير المسلمين على اعتناق هذا الدّين الذي يحثّ على التّراحم حتى مع الأعداء. لذلك ونتيجة لتفشي هذا الخطر من ظاهرة الكراهية وآثارها السلبيّة على المسلمين في جميع أنحاء العالم وضرورة مواجهتها من خلال مواجهة أصلها وتطوير وسائل متطورة لتصحيح المفاهيم المغلوطة والسّعي بكل السبل المتاحة فكريا وعمليا لكشف الضّلالات والمفاهيم الخاطئة والتّصدّي لها من خلال الإرشاد والتوعية وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام وبيان وسطية هذا الدين واعتداله.
وشارك في الجلسة التي رأسها معاليه ممثّل دار الفتوى في البرازيل وأمريكا اللاتينية المعتمد الديني الشيخ علي ديب الخطيب والذي تحدث عن مفهوم الكراهية من الناحية اللغوية والشرعية والنفسية، فيما تحدث إمام مسجد باري بالبرازيل الشيخ رود يغو رود يغو عن الفرق بين الكراهية والبغض والعنصرية، واستعرض مستشار ومساعد قاضي قضاة فلسطين الدكتور خالد بارود نشأة الكراهية في الغرب وتطورها بعد أحداث 11 سبتمبر. كما شارك بالجلسة كل من رئيس مجلس مؤسسة أمناء مشوار التنمية بمصر الدكتور صلاح الدين الجعفراوي ومدير المركز الثقافي العربي اللاتيني بالإكوادور الدكتور أحمد عبدو اللذين تحدثا عن ظاهرة الإسلاموفوبيا وعلاقتها بالكراهية: أمريكا اللاتينية أنموذجا. واختتمت الجلسة بالتطرق لمفهوم الكراهية في الغرب: الإكوادور أنموذجا والذي تحدث فيه الدكتور محمد أنيس.
وينعقد المؤتمر هذا العام برعاية وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية وبمشاركة وزراء وسفراء ووفود رسمية من 30 دولة، وباحثين ومختصين من 100 دولة حول العالم، حيث يناقش في دورته الحالية موضوع: “مسلمو أمريكا اللاتينية في مواجهة ظاهرة الكراهية“، ويسعى لتحقيق الأهداف التي عقد من أجلها والمتمثلة في التعرف على مفهوم الكراهية من الناحية اللغوية والشرعية والنفسية، وبيان أسباب الكراهية، والتعرف على نشأة الكراهية وتطورها في المجتمعات الغربية، وإبراز خطورة ظاهرة الكراهية وأثرها على وحدة المجتمع والسلم المجتمعي، والتعرف على دور الجهات والهيئات والمراكز والمؤسسات الإسلامية في مواجهة ظاهرة الكراهية، وأخيرا الإسهام في وضع بعض الاستراتيجيات والبرامج لمواجهة ظاهرة الكراهية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ أعمال المؤتمر الذي ينظمه مركز الدعوة الإسلامية بالبرازيل بالتعاون مع الوزارة بالمملكة سيستمر على مدى ثلاثة أيام، تناقش فيها الوفود المشاركة سبل التصدي لظاهرة الكراهية ومنع آثارها المدمرة عن المجتمعات والدول، ووضع استراتيجيات وآليات علمية وعملية لاحتوائها والقضاء على أسبابها، من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر قيم ومبادئ الدين الإسلامي الصحيحة في الاعتدال والوسطية، والتي تدعو إلى الألفة والتسامح والتعايش بين جميع شعوب العالم دون تفريق أو تمييز.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار