ترأس معالي السفير حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ورئيس هيئة مكتب المجمع يوم الخميس 05 من شهر جمادى الآخرة لعام 1444ه الموافق 29 من شهر ديسمبر لعام 2022م الاجتماع الثاني لهيئة المكتب للمجمع للسنة 2022م وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي. وقد شارك في الاجتماع معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، المستشار بالديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء، إمام وخطيب المسجد الحرام، ورئيس المجمع، ونائب رئيس هيئة المكتب، ومعالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو الأمين العام للمجمع، وأمين سر هيئة المكتب. كما شارك في الاجتماع أصحاب السماحة والفضيلة أعضاء الهيئة الموقرين، وهم فضيلة الشيخ الدكتور أبوبكر دوكوري، ممثلا للمجموعة الأفريقية، وفضيلة الأستاذ الدكتور عجيل النشمي، ممثلا للمجموعة العربية، وفضيلة الشيخ تقي العثماني، ممثل المجموعة الآسيوية، وتابع الاجتماع عدد من كوادر المنظمة والمجمع.
هذا، وقد استهلّ معالي الأمين العام للمنظمة الاجتماع بالتعبير عن شكره الجزيل وتقديره العظيم لأصحاب المعالي والفضيلة على مشاركتهم، ودعمهم المستمر لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، مشيدا بالدور العظيم الذي يضطلع به المجمع في نشر ثقافة الاعتدال والتسامح، ومكافحة التطرف والغلو والإرهاب والعنف والإقصاء. وفي هذا الإطار دعا معاليه مجمع الفقه الإسلامي الدولي إلى سرعة إطلاق حملة دولية لجمع كافة أصوات العلماء والمرجعيات الدينية في العالم الإسلامي وحشدها ضد قرار حكومة طالبان تعليق دراسة الفتيات في الجامعات، مشيرا إلى خطورة تبرير حكومة طالبان منع الفتيات من الدراسة وتسريح أعضاء هيئة التدريس الإناث من مناصبهن بدعوى تعارض ذلك مع الشريعة الإسلامية، وهذه الدعوى غير صحيحة ولا تستند إلى أي دليل بل إنها تناقض الشريعة وتعاليمها الواضحة في هذا الموضوع. ولهذا، فإن هذا الموضوع يعتبر تحديا آخر أمام مجمع الفقه الإسلامي الدولي، إضافة إلى قضايا الأقليات، وتصاعد مشاعر العداء للمسلمين في الدول الغربية، وغيرها من القضايا الملحة. وشدد معاليه بالمناسبة على أولوية الملف الأفغاني في جدول أعمال المنظمة والمجمع، مشيرا إلى أن قرار طالبان لا يستند إلى نصوص شرعية وأن فريقا من العلماء زار أفغانستان في يونيو الماضي وعقد لقاءات مكثفة مع علماء طالبان وعدد من أعضاء الحكومة، حيث كان هناك اتفاق على أن الدين الإسلامي منح المرأة كافة حقوقها بما في ذلك الحق في التعليم والعمل، موضحا أن قرار طالبان بحرمان البنات من التعليم يزيد من عمق المغالطات التي تشاع وتبث عن الدين الإسلامي الحنيف والإسلام منها براء.
ومن جانبه، عبر معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس المجمع عن شكره وتقديره لمعالي الأمين العام للمنظمة على دعمه القوي والمتواصل لكل ما يقوم به المجمع، كما أعرب عن امتنانه لأعضاء الهيئة على حضورهم ومشاركتهم الفاعلة في مسيرة المجمع المباركة، ثم أشاد معاليه بما حققه المجمع من نتائج وإنجازات تحت قيادة معالي الأمين العام للمجمع وفريق العمل، مشيرا إلى أن ما ورد في تقرير الأمانة العامة للمجمع المقدم لهذا الاجتماع يعتبر خير شاهد على ذلك.
وفي كلمته، عبّر معالي الأمين العام للمجمع، الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، عن شكره وامتنانه لمعالي الأمين العام للمنظمة على ما يخص به المجمع من دعم ورعاية، مشيدا بثقة معاليه الغالية في المجمع وفي شخصه المتواضع ليقود مرة أخرى الجهود الإسلامية، من خلال ترأس وفد جديد وموسع من علماء الأمة إلى أفغانستان أو غيرها من الدول الأعضاء من أجل التحاور والتباحث مع السلطة الحالية وعلماء أفغانستان حول موضوع تعليم الجنسين ومشاركة المرأة الأفغانية في مسيرة بناء الوطن. وأعرب عن ثقته في قدرة وكفاءة علماء الأمة في نجاح مساعيهم من أجل القيام بكل ما فيه مصلحة للشعب الأفغاني، وأيضا من أجل رد الآراء الشاذة التي تخالف تعاليم الإسلام ومنهج الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلَّم، ويعد تعليق ومنع تعليم البنات والفتيات من تلك الآراء الشاذة المخالفة لإجماع الأمة عبر العصور، كما تطرق معاليه إلى حصول المجمع على الموافقة السامية من دولة المقرّ من أجل عقد الدورة 25 نهاية شهر فبراير 2023م، وبهذه المناسبة تقدم معاليه بالشكر الجزيل إلى المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا على الدعم والرعاية المتواصلة وعلى كافة التسهيلات والخدمات المتميزة التي لا تزال تقدمها للمجمع تمكينا له من أداء دوره بكل جدارة ويسر.
ثم ناقش الاجتماع البنود المدرجة على جدول أعماله والتي كانت مشتملة على المصادقة على محضر اجتماع الهيئة السابق، والاطلاع على ترتيبات الدورة المجمعية 25، وعلى اتفاقيات التعاون والتفاهم التي وقعتها الأمانة العامة للمجمع مع العديد من الوزارات والمجالس والمؤسسات العلمية داخل دول المنظمة وخارجها، وعلى التقرير الإداري والمالي ومتأخرات مساهمات الدول الأعضاء في ميزانية المجمع للسنة الحالية. وفي نهاية الاجتماع عبّر معالي الأمين العام للمنظمة رئيس هيئة المكتب وأصحاب المعالي والفضيلة أعضاء المكتب عن تقديرهم الكبير وتثمينهم لجهود المجمع الجبارة وإنجازاته العظيمة في جميع الاتجاهات وعلى كل الأصعدة وبالخصوص تلك الجهود المباركة التي بذلها معالي أمين عام المجمع في سبيل عقد الدورة السنوية 25 بمجهودات ذاتية للمرة الأولى في تاريخ المجمع.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار