رحمك الله يا شيخنا الجليل الوقور الدكتور علي بن أحمد السالوس
27 يوليو، 2023
 | 

《مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا》 الأحزاب: 30

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبأفئدة مُستسلِمة لحُكمه وأمره، تلقّى مجمعُ الفقه الإسلاميّ الدوليُّ مساء يوم الثلاثاء، السابع من شهر الله المحرَّم 1445هـ، نبأ وفاة فضيلة شيخنا الجليل، العالم المبجَّل، الداعية المخلص، الأستاذ الدكتور علي بن أحمد بن علي السالُوس، وذلك بعد عمر ناهز تسعين سنة، قضاها -إن شاء الله- في خدمة الدين والعلم والأمة، معلِّمًا متفانيًا، ومربِّيًا مثابرًا، ومؤلِّفًا محقِّقًا، وداعيًا مخلصًا إلى الله على بصيرة وحكمة وحِنكة.. لقد كان فضيلته -رحمه الله- أحد أعضاء المجمع المعينين المتميزين المخلصين الذين واكبوا تأسيسه، وأسهموا في النهوض به قبل أربعة عقود، كان يشارك في دوراته وندواته باحثًا جادًّا، ومناقشًا قويًّا، ومعقِّبًا لَبِقًا.. وإني لأشهد -والشهادة لله وللتاريخ- بأن حرصه كان كبيرًا وعظيمًا على مستقبل الماليَّة والمصرفيَّة الإسلاميَّة توجيهًا لمسيرتها المتطورة، وتسديدًا لأنشطتها وأعمالها المتصاعدة، وترشيدًا لمعاملاتها وعقودها المتجددة.. لم يكن يَمَلُّ أبدًا من التحذير الدائم من المعاملات والعقود المستجدَّة التي لا تلتزم بالضوابط الشرعيَّة مبنىً ومعنىً، ولم يكن يَكِلُّ قَطُّ من التنبيه الدائب على العواقب الوخيمة المترتِّبة على المعاملات الربويَّة.. وأشهد أيضًا بأنَّه كان شديد الغيرة على منهج الأسلاف المنعَّمين من الصحابة والتابعين وتابعيهم في الدعوة والإرشاد.. كم دافعَ ونافحَ بصدقٍ وإخلاصٍ عن ذلك المنهج! وكم بذل من جهدٍ ومالٍ في الدعوة إلى الله والدفاع عن الإسلام في الأرجاء! ها هو شيخنا الوقور يرحل عن دنيانا الفانية بعد عمر مبارك -إن شاء الله-، ترك لنا وللأمّة علمًا نافعًا يُنتفع به من خلال كُتبه ومحاضراته، عسى الله أن يثقّل بذلك موازين حسناته.. ويجزيه عنَّا، وعن طلبته، ومحبّيه خير الجزاء، ويجمعنا به وبمَن سبقوه من مشايخنا الأجلّاء، وأساتذتنا الأكارم من العلماء الربانيين العاملين، في جنات النعيم، في مَقْعَدِ صِدقٍ عند مليكٍ مُقْتدِرٍ.

إنَّ المجمع رئاسةً، وأمانةً عامَّةً، وأعضاءَ، وخبراءَ، ومنسوبين، ينْعون فضيلتَه، غفر الله له، وعفا عنه، سائلين الله -جلَّ جلاله- أن يرحمه، ويغفر له، ويُسكنه فسيح جناته، ويحشُره مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقًا، ويُلهِم أهلَه وذَوِيه الصبر والسلوان، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

أ. د. قطب مصطفى سانو
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى