باسْم المنظمة يدعو معاليه العالم إلى إيقاف اعتداءات الكيان الصهيوني الوحشيّة ضد المدنيّين في فلسطين
19 أكتوبر، 2023
 | 

توجَّه الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي من بوابة الحرمين الشريفين من مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، بتحيّات معالي السيد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وتَحايا علماء الأمّة الراسخين أعضاء وخبراء مجمع الفقه الإسلامي الدولي، معبِّرين لفخامة السيد عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربيّة، ولحكومته الرشيدة، وشعبه الأَبيِّ الكريم عن شكره الأجزل، وامتنانه الأعظم على حفاوة الترحيب، وكرم الضيافة منذ أن وَطِئَتْ أقدامُه أرض الكِنانة، مصر الآمنة المحروسة، مهنّئًا سماحة أخيه العزيز العالم الجليل الشيخ الدكتور شوقي علّام، على هذا الإعداد المتميز والتنظيم الرائع لهذا المؤتمر الذي يتحاور فيه المشاركون والمشاركات حول سبل التعامل والتفاعل مع تحديات الألفيّة الثالثة.

جاء ذلك في كلمته بالجلسة الافتتاحية لفعاليات مؤتمر “الفتوى وتحديات الألفية الثالثة” نيابةً عن معالي السيد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، مضيفًا أن هذا المؤتمر ينعقد في لحظة تاريخيّة مفصليّة حرِجة لعموم الأمة الإسلامية والعالم أجمع، إنها اللحظة التي تواجِه فيها الأمة الإسلامية والعالم الحُرُّ أسوأ مأساة إنسانية، وأبْشع مجزرة وحشية مروِّعة عرفَتها البشريّة في هذه الألفيّة الثالثة، إنها الجرائم البَشِعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني المتغَطرِس في فلسطين المحتلة، يسفك هذا الكيان المجرم الدماء بلا رحمة، ويهتك الأعراض بلا حياء، ويدمّر البِنى التحتيّة والفوقيّة بلا حدود، ويمارس اعتداءات وحشيّة لا تخطر ببال عاقل، ولا يصدّقها خيال، قصف بغيض هَمَجيّ شائن للمستشفيات والمنازل والمساجد.

وأشار فضيلته إلى أن هذا الكيان لا يزال حتى هذه الساعة يَعيث في جميع أرجاء فلسطين -حيث الصمود والإباء والكرامة والنخوة- فسادًا، ودمارًا، وشَنارًا، وعارًا، يقتل الأطفال والنساء والشيوخ بأفْتك الأسلحة وأبشعها، وينتهك انتهاكًا صارخًا كل القرارات الدوليّة والمواثيق الإنسانيّة التي أصدرتها الهيئات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي.

وتابع: وممّا يَنْدى له الجبين، وتشمئزّ منه النفوس، وتتبرّأ منه الضمائرُ أن هذه الإبادة الجماعية -مع الأسف- والمجزرة الوحشية تُرتكب في وضَح النهار، وأمام أعين المجتمع الدولي الذي اختار الانحياز كلَّ الانحياز لقُوى الطغيان والعدوان والجبروت، وينتهج ازدواجية المعايير والكَيل بمكيالَين، والانتقائيّة في تطبيق القانون الإنسانيّ الدوليّ أمام ممارسات الكيان الصهيونيّ الغاشم.

وأوضح فضيلته أنّ منظمة التعاون الإسلامي التي أُنشئت عشيّة الاعتداء المجرم على حُرمة المسجد الأقصى عام 1969م لمْ ولن تتوانى في الدفاع عن فلسطين المحتلة حتى تستعيد أراضيها، وتقيم دولتها المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقيّة، ولهذا فإننا نكرِّر دعوتنا للعالم أجمع إلى التحرك سريعًا لوضع حدٍّ للجرائم البشعة الشنيعة التي ترتكبها قوات الاحتلال على مدار الساعة في غزّة، والضفة الغربية، والقدس، وجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما دعا فضيلته المنظمات والمؤسسات العالمية وأحرار العالم أجمع إلى حمل الكيان الصهيوني على إيقاف ممارساته الوحشية ضد المدنيِّين، حقْنًا للدماء، وصَونًا للأعراض، وحفاظًا على الممتلكات.

وأضاف فضيلته: لقد كان أمل العالم كبيرًا أن تكون الألفية الثالثة ألفيةَ حوارٍ وتسامح وتعايش بين أتباع الأديان، ألفيةَ تكامل وتضامن وتعاون بين الدول والشعوب والأمم؛ وذلك من أجل تحويل تحدّياتها الفكرية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسيّة إلى فرص للبناء والإعمار والارتقاء بالإنسان في كل مكان.. نعم، كان الأمل -ولا يزال- أن تكون هذه الألفية ألفيةً يقف فيها العالم أجمع صفًّا واحدًا في وجه الظلم والبغي والعدوان والطغيان؛ ليَنْعم الإنسان في كل مكان بالسلام، والأمن، والأمان، وذلك في ظل نظام عالميٍّ مسؤول تسُود فيه الأخوة، والإنسانية، وتسمو فيه الرحمة الربانية، وتنتشر في أرجائه العدالة والمساواة، وكرامة الإنسان.

واختتم فضيلتُه كلمتَه سائلًا الله عزّ وجل أن يلطف بأشقائنا في فلسطين المحتلة، ويرفع عنهم ما وقع عليهم من ظلم وبغي وعدوان، وأن ينصرهم نصرًا عزيزًا، ويتقبل شهداءهم في جنات النعيم، ويشفي جرحاهم، إنه وليُّ ذلك، وعليه قدير.

 

اقرأ ايضا

آخر الأخبار

اذهب إلى الأعلى