بحضور حشد من العلماء والأطباء افتتح معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المستشار بالديوان الملكي “اجتماع الفريق التشاوري الإسلامي العالمي لاستئصال شلل الأطفال” خلال الفترة 26-27 ربيع الثاني 1435هـ الموافق 26-27 فبراير 2014م برعاية مشتركة من كل من مجمع الفقه الإسلامي الدولي والأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية وقد استضافت أمانة منظمة التعاون الإسلامي الاجتماع في مقرها، وافتتح الاجتماع بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى رئيس الاجتماع معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي كلمة أكد فيها أن شريعة الإسلام جاءت لتحقيق مقاصد عظيمة وغايات سامية، فهي دائماً وأبداً تقرر ما فيه صالح الإنسان، وأوضح معاليه أن كل ما فيه مصلحة الإنسان في شريعة الإسلام حكمه الاباحة، وكل ما يلحق الضرر به هو من المحظورات وأكد معاليه أن قضية التطعيم في جميع صورها طالما كانت الغاية منها مصلحة الإنسان والمادة المستخدمة فيها طاهرة وقد قرر الاطباء أنها لا تلحق ضرراً بالإنسان فهي موضع قبول في حكم الشرع، وعلى هذا قرر علماء المسلمين بأنه لأبأس بالتداوي.
وأعلن معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد “أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي وكذلك سائر المؤسسات الإسلامية يسعدها أن تمد يد التعاون والدعم لكل مؤسسة تعمل لصالح الإنسانية لا أقول مصلحة المسلمين فحسب؛ بل أقول مصلحة الإنسانية جمعاء.
وأكد وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس عبد اللاه شومان عناية الازهر الشريف في جملة اهتماماته الكبرى بالصحة للناس كافة وبخاصة للأطفال وقد أصدر وثيقة “الطفل في الإسلام” عام 1992م موضحاً فضيلته أن الأزهر يدين الاعمال الإجرامية التي تتعرض لها القوافل الطبية من قبل متشددين، مؤكداً أن الأزهر الشريف يعلن أن مقاومة التطعيم الآمن ضد مرض من الأمراض ومنه التطعيم ضد شلل الأطفال، والإفتاءُ بتحريمه يعد نوعاً من الاعتداء الموجب للعقاب شرعاً، وأعلن كذلك إدانة الازهر الشريف استغلال حملات التطعيم ضد شلل الاطفال وغيرها من أعمال القوافل الانسانية في غير الغرض الانساني الذي خصصت له وطالب منظمة الصحة العالمية بأخذ التدابير لمنع الأعمال غير المشروعة كالتخابر وجمع المعلومات والتبشير، ونحوهم مما يضر بمصداقية التطعيم ضد شلل الاطفال.
وأوضح معالي رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي في كلمته “أن البنك الإسلامي للتنمية يفتح ذراعية للتعاون الوثيق مع جميع المؤسسات والمنظمات العالمية الفاعلة ومن ذلك الاتفاقية التي أبرمت بين البنك الإسلامي للتنمية و”منظمة بيل وميليندا غيتس الخيرية” للتعاون في القضاء على مرض شلل الأطفال في الدول الثلاثة الأكثر تفشياً في العالم وهي: “الباكستان، وأفغانستان، ونيجريا” وقد خصص البنك لذلك تمويلاً بمبلغ “227” مليون دولار أمريكي لحكومة باكستان دعماً لجهودها في تطعيم شلل الأطفال، ودعا معاليه المعنيين لمؤازرة تلك الحملة بحملة توعوية من أصحاب السماحة علماء المسلمين عموماً وعلماء باكستان.
وأكد معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السيد/ أياد أمين مدني في كلمته “أن القضاء على شلل الاطفال يشكل تحدياً جسيماً لمنظمة التعاون الإسلامي حيث أن 95% من حالات شلل الاطفال التي أُبلغ عنها عام 2013م سُجلت في دول أعضاء في المنظمة، منوهاً بأن هذا الاجتماع للعلماء والمفكرين والخبراء الطبيين سيسهم في معالجة المفاهيم الخاطئة التي تكتنف سلامة لقاح شلل الاطفال والهدف المتوخى منها وطبيعتها، الأمر الذي سيعزز قبولَ ووصولَ لقاحات شلل الاطفال في البلاد المهددة بهذا المرض، موكداً معاليه بأن منظمة التعاون الإسلامي حريصة على توثيق التعاون مع الشركاء الدوليين مشيراً لخطة العمل الاستراتيجية لمنظمة التعاون الإسلامي في مجال الصحة التي اعتمدت في الدورة الرابعة للمؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الصحة في جاكرتا قبل شهور قليلة، والتي تبرز مدى جدية الدول الأعضاء للعمل الموحد وتعزيز التعاون الدولي للتعامل مع أكثر التحديات الصحية الحاحاً على المستويات الوطنية والاقليمة والعالمية.
وأوضح الدكتور علاء الدين العلوان المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في كلمته “أن البيئة الحالية في بعض البلدان بما يكتنفها من خوف والتباس تستلزم ابداء التضامن الواضح مع المجتمع الإسلامي منوهاً بالحاجة لحكمة العلماء لتهدي السبيل في الأوقات المليئة بالتحديات لرسم معالم الطريق المؤدية لاستئصال شلل الاطفال وحماية جميع الاطفال من هذا المرض المسبب للإعاقة، وعلينا أن نرسلَ رسالة أمل للأسر المعرضة للخطر، ورسالة قوية أخرى لكل من يقف دون تمتع الاطفال بحقهم الاساسي في الصحة والحياة.
هذا وقد تتابعت جلسات المؤتمر على مدى اليومين وأسفرت عن بيان ختامي وخطة عمل، وفي نهاية المؤتمر عصر الخميس 26 فبراير 2014م عقد رئيس الاجتماع معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس المجمع مؤتمراً صحفياً أجاب فيه على أسئلة وسائل الإعلام الفضائية والإذاعية والصحفية ووكالات الانباء.
مجمع الفقه الإسلامي الدولي
اقرأ ايضا
آخر الأخبار