بدعوة كريمة من لدن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة شارك معالي الأستاذ الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام للمجمع، الندوة العلمية الدوليَّة التي نظمتها المؤسسة خلال يومي السبت والأحد 20- 21 من شهر ذي الحجة لعام 1444هـ الموافق 8-9 من شهر يوليو لعام 2023م بمدينة مراكش بالمملكة المغربية.
هذا، وقد أعرب معاليه لوسائل الإعلام المغربية عن عظيم سروره، وبالغ سعادته بالمشاركة في هذه الندوة العلمية المباركة الآنية الذي تنعقد في فترة تاريخية مهمة تمر فيها مؤسسة الفتوى الشرعيَّة في دول القارة بمنعطف تاريخي عصيب، وذلك جراء تجاسر أولئك المتعالمين على حمى الفتوى قبل تمكنهم من أدواتها، وآدابها، وشروطها، ونتيجة تحريف الغالين أدعياء العلم الشرعي، وتأويل الجاهلين الذين لا علم لهم بقواعد الاستدلال والاستنباط، وانتحال المبطلين الذين يجهلون مقاصد الشريعة ومكارمها، مما يستدعي أهمية تكثيف الجهود العلميَّة والفكريَّة من أجل صياغة ضوابط شرعية واضحة متماسكة وشاملة تنير الدرب للمتأهلين للفتوى في السياق الإفريقي، وتتجاوز التقوقع السلبيَّ أمام شراسة الهجمات التي تتعرض لها الثوابت على أيدي الخارجين على مؤسسات الفتوى المسؤولة والرصينة، وتنفتح انفتاحا مسؤولا محكما على التغيرات والتطورات التي يشهدها العالم عموما، والقارة الأفريقية خصوصا بها، وبخاصة في مجال توظيف كافة وسائل الاتصال وتقنية المعلومات المعاصرة من خلال مؤسسات فتوى علمية رسمية تعتصم بالأصول العامَّة للشريعة، وترتكز على المقاصد الكلية، وتستصحب القواعد الفقهية، وتراعي مآلات الأفعال، وذلك عند إصدار الفتاوى في المسائل العامة. كما أكد معاليه أن الحاجة باتت تمس اليوم إلى عقد مزيد من أمثال هذه الندوات والمؤتمرات العلمية حفاظا على أديان الناس من تسلط المتاجرين بالفتاوى الشاذة التي تخالف ثوابت الدين، وتحرِّض على العنف والإقصاء، وتؤجج نار الخلاف والشقاق، والتشهير بالحكام، والاستخفاف بالأعراف والتقاليد، كما دعا معاليه إلى صياغة تشريعات تجرم كل من يقدم على الفتوى الشرعية قبل التمكن من أدواتها وآدابها، وتحظر على الأفراد الإفتاء في المسائل العامة دون تفويض من مؤسسات الفتوى الشرعية المخولة شرعا وقانونًا بالتصدي للإفتاء في تلك المسائل، كما دعا معاليه إلى ضرورة الرجوع إلى المجامع الفقهية الرصينة فيما يتعلق ببيان الأحكام الشرعيَّة المناسبة للنوازل والمستجدات، وذلك بحسبانها مؤسسات فتوى عامة يتكون أعضاؤها من خيرة علماء الأمة الراسخين المتميزين. ثم ختم معاليه حديثه بالتعبير عن جزيل شكره، وعظيم امتنانه لحضرة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على ما يوليه من عناية فائقة، ورعاية كريمة للعلم والعلماء عامة، والعلماء الأفارقة خاصة، تأكيدا على تعزيز علاقات المحبة والتواصل والمساندة والمؤزارة الضاربة الجذور في التاريخ بين إمارة المؤمنين وبلدان إفريقيا، وتوثيقا لمكانة الفكر والإبداع والابتكار في المملكة المغربية، سائلا المولى الكريم أن يحفظ أمير المؤمنين، ويقر عينه بولي عهده الأمين، ويديم على الشعب المغربي الكريم نعمة الأمن والأمان والاستقرار. كما أعرب معاليه عن شكره لمعالي وزير الأوقاف السيد أحمد توفيق، والقائمين على مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة على حسن التنظيم والإعداد المتميز لهذه الندوة.
اقرأ ايضا
آخر الأخبار